تُولي السياسة الخارجية للمملكة، منطقة الخليج العربي أهمية "استثنائية"، تحرص معها على تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، ويعود ذلك الاهتمام إلى عدة عوامل مهمة، ليس أولها المصير المشترك بين دول المنطقة، والعامل الاجتماعي من ترابط أسري وقبلي وتاريخي، يربط شعوبها، وليس آخرها الجوار الجغرافي الذي تتمتع به دول الخليج، ويعتبر مميزاً وفريداً بين شعوب العالم أجمع، والأهم من ذلك التماثل إلى حد التطابق للأنظمة السياسية والاقتصادية بين هذه الدول.
وتمثل منطقة الخليج عمقاً إستراتيجياً للمملكة بجميع أبعاده، ومن هنا ترسخت العلاقات بين السعودية ومحيطها الخليجي منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – وازدادت هذه العلاقات قوةً ومتانةً مع أبنائه من بعده، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذين يسعيان إلى تدعيم هذه العلاقات، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التعاون والتحالف الذي يثمر عن شراكات إستراتيجية، تنعكس بالفائدة على شعوب المنطقة واستقرارها وتنميتها.
وتؤمن المملكة أن التشاور الدائم مع قادة دول الخليج العربي، وتنسيق الأدوار بينهم، وتعزيز التفاهمات باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى، أمراً مطلوباً وبصفة دائمة، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيه المنطقة العربية صراعات إقليمية متعددة، تتطلب من قادة الخليج اليقظة الدائمة والاستعداد لأي مفاجآت قد تأتي من هنا أو هناك، وهذا ما يحرص عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقرر القيام بجولة خليجية، يبدأها بسلطنة عُمان، مروراً بدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم قطر والكويت.
وأهمية الجولة أنها تأتي في وقت تحتاج فيه دول الخليج إلى تعزيز التعاون بينها بشكل أكبر وأعظم، ليس في مجال السياسة والتحالفات العسكرية والأمنية، ولكن في مجالات أخرى مهمة، ذات صبغة اقتصادية، منها الطاقة المتجددة والتقنيات، والتغير المناخي، والصناعات الحديثة، وكلها أمور ورد ذكرها في بنود رؤية المملكة 2030 ويسعى ولي العهد إلى التشاور بشأنها مع دول الجوار، والوصول إلى تفاهمات تضمن مزيداً من الرفاهية لهذه المنطقة الحيوية من العالم.
لقاءات ولي العهد مع قادة دول الخليج العربي، حتماً ستكون محل اهتمام وترقب من دول العالم، التي تنظر إلى منطقة الخليج على أنها المورد الأول للطاقة في العالم، وبالتالي، يهمها أن تتعرف على طبيعة تفاهمات قادة الخليج وبرامجهم خلال الفترة المقبلة.




http://www.alriyadh.com/1922510]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]