ماذا يريد الجيل الجديد من صاحب العمل؟ وهل تختلف المطالب من مجتمع لآخر؟ أو تختلف حسب طبيعة العمل؟
أجرت منظمة (البيئة الجيدة للعمل) في أمريكا دراسة شملت 32000 موظف من الجيل الجديد يعملون في 350 شركة في أمريكا، الهدف من الدراسة التعرف على ماذا يريد الجيل الجديد من صاحب العمل. هذا الجيل حسب إحصائيات هيئة العمل بين 16 - و24، يشكلون نسبة 11.6 من العمالة خلال عام 2020، ويتركزون في مجالات التجزئة، والضيافة وهي من المجالات التي تضررت كثيرا بسبب جائحة كورونا، وربما أثرت على رؤية القادمين الجدد للعمل كما تشير الدراسة.
تطرقت الإجابات إلى احترام التنوع وإدارته بشكل جيد وتحقيق العدالة، وتوفير بيئة عمل آمنة وصحية، وحد أدنى للأجور، والمرونة في الحصول على إجازة عند الضرورة، والشعور بأهمية ومعنى ما يقومون به، والتطلع إلى الترحيب بهم لتوفير أجواء نفسية مريحة.
تعليقي على تلك الدراسة أو الاستطلاع أقول: إن مطالب الموظفين - رغم اختلاف ظروف المجتمعات - ليست خاصة بالجيل الجديد ولا بمجتمع معين، الكل يبحث عن بيئة آمنة وصحية، وحد أدنى للأجور، والشعور بأهمية العمل. أما الترحيب بالقادمين الجدد فهو أسلوب يمثل دفعة معنوية إيجابية ذات تأثير قوي في بداية العمل. هذا الترحيب يطبق في بعض المنظمات وهو ترحيب إنساني ومهني في نفس الوقت حيث توفر بعض المنظمات برنامجا تعريفيا للقادم الجديد يتعرف فيه على طبيعة عمل الأقسام، وعلى الموظفين، ويتاح له مقابلة الرؤساء بما فيهم المسؤول الأول. يمكن القول أيضا إن المطالبة ببيئة آمنة وصحية مطلب ضروري في كل المجتمعات ولكل الأجيال قبل كورونا وبعد كورونا، أما المطالبة بالعدالة فهي تعكس ظروف العمالة في المجتمع الأمريكي وقضية العنصرية والأجور والمهاجرين.
في مجتمعنا لدينا جيل جديد يمتلك المعرفة والمهارات ومتطلبات العمل الحديثة ونجح وأبدع في مجالات مختلفة بما فيها المراكز القيادية، وجيل يجد فجوة أو معوقات بينه وبين الأعمال المهنية، وجيل يشتكي من منافسة المقيمين، وجيل يفضل الوظائف الحكومية، ولدينا بيئة عمل يحتاج بعضها إلى التطوير ماديا ومعنويا لكنها تتضمن إيجابيات كثيرة أبرزها رفض التمييز، وأحدثها تمكين المرأة لتكون شريكا فاعلا في مسيرة التنمية.




http://www.alriyadh.com/1922553]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]