مع إشراقة هذا الصباح، يعود نحو 3.5 ملايين طالب وطالبة في المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال إلى مقاعد الدراسة في نحو 13.5 ألف مدرسة وروضة للمرة الأولى منذ عامين دراسيين، قضوهما في منصات التعليم عن بُعد، بسبب جائحة كورونا التي ما زالت قائمةً بيننا حتى اليوم.
وتلقي وزارتا الصحة والتعليم، بكل ثقلهما كي تضمنا بأن تكون هذه العودة آمنةً بالنسبة الكاملة للطلاب الصغار، عبر اعتماد آلية عمل دقيقة، وفرض إجراءات احترازية صارمة، واتباع معايير أمن وسلامة دولية مُوصى بها تواكب هذه العودة، وهو ما يعكس خبرات المملكة التراكمية في التعامل مع الجائحة، ويعكس أيضاً ثقة المملكة في إمكاناتها الفنية والصحية، وإلا لما أقدمت على اتخاذ قرار العودة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الجائحة.
ولعل ما يلفت الأنظار إلى خطة عودة الطلبة التي استكملتها الحكومة بعناية فائقة، أنها لم تغفل التهيئة النفسية للطلاب أنفسهم، وأولياء الأمور أيضاً، مدركةً توجس بعض الأطفال من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد عامين من الدراسة عن بُعد في المنازل، إضافة إلى قلق وخوف بعض الأهالي على أبنائهم من الاختلاط المتوقع داخل المدارس، فأرادت الحكومة أن تطمئن الجميع، عبر آليات وبرامج تشجيعية وفنية تحفز من همة الطلاب، وتحببهم في العودة إلى المدارس، وتتواصل مع أولياء أمورهم، وتجيب عن استفساراتهم وتطمئنهم على سلامة أبنائهم، والجدوى من الإجراءات المتخذة.
كل المؤشرات تقول إن قرار عودة الطلاب، سيكون ناجحاً وآمناً، ويشهد على ذلك تاريخ المملكة المثالي في التعامل مع الجائحة بجميع مراحل تطوراتها، منذ ظهرت أول إصابة بالمرض في 2 مارس عام 2020 وصولاً إلى متحور "أوميكرون" الذي يربك حسابات الدولة اليوم، ويسبب لها الإزعاج.
هذه المثالية تجسدت عندما قدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين "صحة الإنسان" على أي أمر آخر، وجعلت منها خطاً أحمر، ينبغي الحفاظ عليه، مهما كلفها الأمر من جهود مضنية وميزانيات ضخمة، ومثل هذا المشهد كانت ملامحه واضحة أمام دول العالم والمنظمات الدولية التي اتفقت على أن المملكة تعد من أفضل دول العالم في التعامل مع الجائحة صحياً وإنسانياً واقتصادياً، آخر هذه الجهود، توفر اللقاحات الخاصة بالأطفال من عمر 5 إلى 11 عاماً، التي سبقت قرار عودة الصغار إلى مدارسهم وروضاتهم.




http://www.alriyadh.com/1931024]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]