تبالغ بعض أدبيات تطوير الذات في توجيه نصائح تشبه الأوامر تتجه معظمها نحو تشجيع الفرد على أن يكون هو نفسه غير مكترث برأي الآخرين، الآخرون تصورهم أدبيات تطوير الذات بأنهم أعداء مثبطين مشجعين على اليأس والاستسلام!
تطوير قدرات الإنسان وطموحاته وشغفه بتحقيق أهدافه بحوافز ذاتية شيء جميل، ليس من شروط هذا التطوير أن يبتعد بنفسه ولا يسمع كلام أحد، هو إنسان إحدى احتياجاته المهمة الحاجة إلى الانتماء بعد اشباع الحاجات الأساسية والحاجة إلى الأمن، الإبداع ليس من شروطه الاعتزال، كثير من الناجحين والمبدعين استفادوا من أراء الآخرين ونصائحهم وتجاربهم.
تطوير الذات هو تطوير فرد من أفراد المجتمع، لم يكن المجتمع ليتطور من دون تطوير أفراده، ولم يكن الفرد ليتطور من دون تأثير المجتمع، الفرد يتلقى التربية والتعليم والثقافة من الآخرين، ثم تأتي أدبيات تطوير الذات تنصحه بالتركيز على نفسه فقط وبعضها تقول له إن المتعة تكمن في العزلة.
بعض من أدبيات تطوير الذات تريد من الإنسان أن يكون مستقلا برأيه وفي نفس الوقت تقيده بتعليمات مباشرة أشبه بالأوامر.
جزء مهم من تطوير الذات هو التفاعل مع الآخرين في علاقة تأثير وتأثر إيجابية، بعض نصائح برامج وكتب تطوير الذات تستخدم عبارات سلبية، لا تسمح للآخرين بالـتأثير عليك، لا تستمع لغير نفسك ورغبتك.. الخ.
إن تقدير الذات لا يعبر عنه بالانسحاب من المجتمع، وتطوير الذات يتحقق في تحديد الأهداف وتنمية المهارات لتحقيق تلك الأهداف في إطار اتجاهات إيجابية تجاه المجتمع وليس بالعداء مع المجتمع.
المجتمع، أي مجتمع لا يخلو من مثبطات وعقبات ومشكلات، ولا يخلو أيضا من إيجابيات وظروف معززة وحوافز ودعم وفرص تعليم وتدريب وبيئة آمنة وعلاقات إنسانية، وكل ذلك يساهم في تطوير الأفراد بما يمكنهم من تطوير المجتمع وليس الفرجة من مقعد الأنانية.




http://www.alriyadh.com/1930992]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]