لم ينل أي مثل شعبي مثل ما ناله المثل العربي الشهير (تيتي مثل ما رحتي جيتي) من تعدد القصص والروايات المختلفة والمتباينة بين الجديد والضارب في القدم، ويضرب المثل على كل من سعى وتعب للحصول على مبتغاه ولكنه لم يحققه.
إحدى قصص المثل وربما آخرها ما قيل إن تيتي تلك سيارة وردت إلى أهل بغداد القدامى ضمن عدد من السيارات المماثلة وهي حسب الرواية من أولى السيارات في أربعينيات القرن الماضي وتحمل العلامة (TT) كانت تمتلكها إحدى الشركات الأجنبية، ووظيفة هذه السيارة أنها تذهب بمجموعة من السياح الأجانب وتعود بمثلهم كل مساء وهكذا صار المجتمع البغدادي يتندر بالشركة وسياراتها مطلقاً عليها المثل تيتي.. تيتي مثل ما رحتي جيتي.
القصة الثانية ما يقال أن نجاراً وزوجته واسمها (تيتي) في العصور القديمة قاما بصنع كرسي ملكي استغرقت صناعته مدة طويلة تم إهداؤه للملك بمناسبة عيد ميلاده فقبلها الملك بفرح وإعجاب إلا أنه التفت إلى النجار وربّت على كتفه مردداً (عفيه عليك) قبل أن يدير ظهره ويتركه يتجرع الإحباط والخيبة وقبل أن يعود إلى زوجته التي كانت تنتظره بلهفة والتي سألته عن المكافأة فرد عليها: تيتي مثل ما رحتي جيتي.
القصة الثالثة والأقرب للحقيقة أنها أسطورة قديمة جداً والأصل في حكاية المثل (دودة اسمها تيتي) كانت تعيش مع أمها وحين كبرت تيتي قالت الأم يا بنيتي لقد كبرتي وصرتي قادرة على السعي لرزقك والحصول عليه بنفسك فعليك الخروج والاعتماد على نفسك من هذه اللحظة فخرجت تيتي باحثة عن طعامها حتى وجدت جوزة فدخلت إليها من خلال ثقب صغير وأخذت تأكل وتأكل مما في بطن الثمرة حتى قارب حجمها حجم الجوزة ألا أنها عندما أرادت الخروج كان ذلك مستحيلاً وانتظرت أياماً طويلةً صامت خلالها عن الطعام حتى ضعفت وعادت لحجمها عند ما دخلت واستطاعت الخروج والعودة إلى أمها التي قصت عليها الحكاية فقالت الأم العبارة.
كثيرون قد مروا بتجربة تيتي أشد أو أقل. ولكن بعضنا استسلم وانحطت عزائمه، وآخرون أضافوها لرصيد خبراتهم وجعلوا منها سلماً ارتقوا به إلى مراتب النجاح.




http://www.alriyadh.com/1930987]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]