نتفق جميعا بأن لكل مهنة فنونها وحرفيتها من خلال شخوصها وأدواتها، ولكن براعة الإلقاء الخطابي أو الاذاعي عبر وسيلة انتشار الصوت وتكبيره والذي يسمى بـ"المايكرفون" لا يختص بالمهني الممارس لها فقط، وانما يتيح المجال أمام كل من وهبه الله هذه الميزة، فربما تجد من الأطباء أو المهندسين أو حتى المحاسبين، وكل هؤلاء بعيدون عن العمل الاعلامي المختص.
ولكن فيهم من يجيد فن الالقاء الخطابي أو الاذاعي عبر الوسيلة المتاحة أمامه، كذلك الحال قد تجد في تجمعاتنا الأسرية هناك من يجيد الحديث بطلاقة دون غيره، أو في اماكن العمل أو خلافه.. لماذا؟!
لانها ببساطة هي موهبة حباها الله ووضعها فيهم.
مثلا.. حينما صعدت الطائرة ذات مرة مسافرا وإذا بالمضيف يدير ظهره متواريا عن المسافرين في ركنها الأمامي موجها لهم الارشادات في أماكن الجلوس وعن موعد الاقلاع عبر "المايكرفون" بصوت جميل وواضح جداً وبفصاحة الالقاء الأمثل، مما لفت انتباهي وقمت بالانصات إعجابا لعذوبة صوته وأدائه المتقن وأخذت أكرر الانصات في كل مرة يتحدث فيها دونما أنشغل بأي شيء آخر.
ولكم أن تتخيلوا كل ذلك الالقاء وبطلاقة شديدة باللغتين العربية والانجليزية دون قراءة من ورقة أو أي وسيلة مساعدة أخرى.
وفي مكان آخر وجدت أيضاً أحد الشباب المسؤولين عن الدخول والخروج على أحد الأبواب ضمن فعاليات موسم الرياض وهو يؤدي عمله يطلب من الناس ضرورة إبراز ما يخولهم الدخول بصوت "جهوري" لا فت وكأنه مذيع متمرس يقرأ نشرة الأخبار.
إذن هناك نماذج شابة سعودية كثيرة يتواجدون بيننا تتوفر فيهم معايير المذيع الأمثل ولا يمتهنون الاذاعة أو يستفاد منهم وبموهبتهم من خلال استقطابهم وتدريبهم ثم تعاونهم مع الأجهزة المعنية كالإذاعات والتلفزيونات وخلافها، فالحاجة إلى مثل هؤلاء باتت مطلبا كبيرا وهم كالعملة النادرة، خاصة إذا ماعلمنا أن الالقاء والخطابة من أساليب التواصل التي يمكن تعلمها وإتقانها بسرعة، فما بالك عند المواهب، خاصة إذا كان المتعلم مثابرا ويرغب حقا بالوصول إلى هدفه بتقديم خطاب جيد أو عرض تقديمي مميز.
لذلك آمل أن تتفاعل الجهات ذات الصلة كهيئة الاذاعة والتلفزيون والاذاعات الخاصة تفتح المجال أمام المواهب للاستفادة منهم من خلال دعوتهم بالانضمام إليها عبر إعلانات موجه تشمل كافة الوسائل للانخراط في مراكز التدريب كي يؤسسوا أكاديميا ويهيئوا بشكل مناسب لتتم الاستفادة بالطاقات الشبابية الوطنية خير استفادة.




http://www.alriyadh.com/1931426]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]