تتوالى بصفة مستمرة أنباء إحباط محاولة تهريب مخدرات في هذه الدولة أو تلك من دول المنطقة، ونظرة عابرة على خريطة التهريب تمنحنا رؤية واضحة عن تصدر "الهلال الإيراني" لهذه المحاولات، كمصدر رئيس لبث السموم في المنطقة، ليتماهى ذلك مع أدوار طهران المسمومة الأخرى بشرذمة المجتمعات وإذكاء النزعات الطائفية في المنطقة، ليكتمل مخطط الدمار الذي ترسمه جمهورية خامنئي منذ قيام هذا النظام الإرهابي.
وليست المنطقة وحدها ضحية لمافيا المخدرات التي ترعاها دول، وليس مجرد كارتيلات تقليدية، فأوروبا محطة رئيسية لتجارة المخدرات القادمة من إيران، ومن خلال عميلها اللبناني "حزب الله"، وكان تقرير ألماني سابق قد خلص إلى أن سورية أصبحت بؤرة إنتاج المخدرات ومنصة لتصديرها إلى دول أخرى بما في ذلك الغرب، معيداً السبب إلى استغلال إيران وحزب الله للأراضي السورية في أنشطة إجرامية أبرزها تصنيع وتصدير المخدرات، وأكد التقرير أن "حزب الله وإيران يهدفان من خلال تهريب المخدرات إلى إلحاق الأذى بالدول الغربية وزعزعة أمنها واستقرارها، في شكل جديد من أشكال الإرهاب".
من الهند إلى سري لانكا مروراً بالشرق الأوسط، وليس انتهاء بإيطاليا وبلغاريا واليونان وغيرها من الدول الأوروبية، تنشط خلايا الحرس الثوري الإيراني في عملية تهريب المخدرات لا سيما من أفغانستان، وقد امتد هذا النشاط الشيطاني عبر المحيط إلى أميركا الشمالية وجارتها الجنوبية، تهريباً أو توريداً، وهذا يكشف حجم الخطر الداهم الذي يهدد الأمن الإقليمي والعالمي، إلى الحد الذي أطلق فيه سفير المملكة في لبنان وليد بخاري جرس إنذار بتأكيده أن "الكميات التي يتم إحباط تهريبها كافية لإغراق الوطن العربي بأكمله بالمخدرات والمؤثرات العقلية وليس السعودية وحدها".
تواجه المنطقة والعالم برمته هذا الدور الشرير لإيران وأذرعها في المنطقة، وهو عود في حزمة شيطانية من المشروعات التدميرية التي ترعاها إيران، الأمر الذي يتطلب وقفة جماعية حازمة، على صعيد المنطقة، وعلى الصعيد العالمي الأوسع لوقف هذا المد الجهنمي الذي يهدد بحممه مستقبل الجميع.




http://www.alriyadh.com/1931553]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]