التظاهرات التي جرت مؤخرا في غزة تأييدا للحوثيين تعد نكسة سياسية وأخلاقية وثقافية وإنسانية لأنها بكل وضوح تأييد لميليشيات إرهابية تحركها إيران لاحتلال بلاد عربية كما حصل ويحصل في سورية ولبنان والعراق واليمن.
هل يقبل الفلسطينيون الذين يسعون لتحرير بلادهم الترحيب بمحتل جديد؟! هل يعرف المتظاهرون الأسباب التي أدت إلى حرب اليمن؟ أي منطق يتيح للفلسطينيين التعامل مع إسرائيل والعمل في إسرائيل والتفاوض المباشر معها ويطالبون غيرهم بتحريرها؟ أي منطق يقاوم احتلال إسرائيل لبلد عربي ويصفق لمحتل جديد لبلاد عربية؟
هل يدرك المتظاهرون أن تأييدهم للميليشيات الإرهابية هو إساءة لقضية فلسطين؟ هل يدركون أنه بهذا الموقف المؤيد للاحتلال يتخلون عن مبدأ مقاومة الاحتلال؟ هل يعرفون أن المملكة العربية السعودية هي البلد الأكثر دعما لفلسطين سياسيا واقتصاديا وإنسانيا منذ بداية الاحتلال وحتى الآن؟ هل يقرؤون التاريخ والمواقف والأزمات التي مرت بها قضية فلسطين، وموقف المملكة الإيجابي في كل مراحل القضية، ودعمها للقرار الفلسطيني المستقل؟ هل قرؤوا مبادرة السلام التي أيدها العرب ورفضتها إسرائيل؟
المتظاهرون في غزة يمثلون الفكر الذي ينساق خلف الشعارات والخطابات الحماسية الخادعة، الفكر الذي أيد غزو صدام للكويت، ويؤيد احتلال حزب الله للبنان، فكر يطالب الآخرين بتحرير وطنه العربي ويدعم الاحتلال الأجنبي لدول عربية أخرى!
هذا الفكر لن يضير المملكة ولن يغير مواقفها الثابتة الداعمة لقضية فلسطين لأن مبادئها لا تتغير ومواقفها لا تتناقض، المملكة بلد أفعال لا أقوال، بلد إنجازات لا شعارات، بلد مواقف ومبادئ لا يتاجر بقضية فلسطين كما تفعل الميليشيات الإرهابية التي تحرك الشارع بشعارات زائفة لا علاقة لها بمصلحة فلسطين لكنها تغطية لأهداف أخرى أصبحت مكشوفة ومعروفة للجميع.
تلك التظاهرات إساءة لفلسطين وليست إساءة للمملكة.. هذه حقيقة يدركها أصحاب العقول المستقلة وأصحاب المبادئ الثابتة.




http://www.alriyadh.com/1931434]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]