تتبع الفضائح والغرائب غريزة إنسانية موجودة على مر السنين وبكافة المجتمعات، وإن كانت الوسائل المستخدمة تختلف بطبيعة الحال، مع التطورات المتتالية بوسائل الإعلام، وإن كان عام -1945- قد شهد أن تكون الخصوصيات والغرائب والفضائح لها صبغة رسمية ومتاحة للجميع حياة بعض الأشخاص الخاصة وبرضاهم مقابل المال والشهرة والأخيرة هي الأهم لأنها هي التي تجلب المال والجاه.
عام -1945- عُرض أول برنامج لتلفزيون الواقع بعنوان "ملكة ليوم واحد" وحسب موسوعة ويكيبيديا، يستضيف البرنامج سيدات يسألهن المذيع عن حياتهن الخاصة وظروفهن ومشكلاتهن، أي بمعنى أدق أسرار بيوتهن، وأمام الجمهور، والرابحة السيدة التي تكون خصوصيتها أكثر غرابة وفضائحية، فكانت الشرارة الأولى لتكون الفضائح بمعنى أدق المادة المفضلة عند الجمهور الذي يعد أن هذه الفضائح طبيعية وعفوية نشرها أمتع من الأفلام والمسلسلات التي تكون بالنهاية تمثيلا!
في عالمنا العربي وتحديدا لدينا كسعوديين كان برنامج "ستار أكاديمي" ثورة برامجيه لم تكن معتادة عربيا، كان البث المباشر لمدة ساعات، تخيلوا من قوة الفضول والمتابعة كانت الكاميرات وببث مباشر موجودة بغرف النوم وبأماكن مختلفة لسكن ما يطلق عليهم الأكاديمية، ولكن بعد سنوات من البرنامج وبهدف كسب الإثارة بالفضائح، وجدنا تسريبات مختلفة تجاوزت الخطوط الحمراء، لكنها أكسبت البرنامج شهرة أكبر وأكثر إثارة، ومن تعلق الناس بهذا البرنامج رغم تفاهة محتواها، إلا أنه كان حديث المنابر والإعلام ووصل الأمر أن تعلن شركة للاتصالات عن حجب أرقام التصويت من السعودية رغم أن هذا الحجب سبب لها خسارة مئات الملايين، ولكن قوة الصحويين فيها في تلك الفترة حقق هذا القرار.
والطريف أننا وجدنا استنساخا لهذا البرنامج ولكن حسب المستغلين للفكرة حسب الشريعة الإسلامية، أو ما يسمى "حلال" عند بعض المطاعم بأميركا وأوروبا لكسب المسلمين، حتى لو كانت مطاعم أسماك، فكانت نشأة قناة بداية وغيرها، والتي أنشأت لنا جيلا أغلبه ممن يتسيد بعض وسائل التواصل أو ما يطلق عليهم المشاهير، ويعيشون على الشهرة مهما كلفهم الأمر من خصوصية وفضائح وتبدل بالقيم.
تلفزيون الواقع هو الذي نعيشه حاليا، ولكن تبدل الوضع من مؤسسات إعلامية إلى أفراد، يجذبون المتابعين لهم بالفضائح ونشر الخصوصيات، والتضحية بالقيم والمبادئ والأخلاقيات من أجل الشهرة التي تجذب المال، لأن المجتمع يحب الفضائح والنبش خلفه، لأنه ملّ من التمثيل، حتى لو استغللت أباك أو أمك أو وصل البعض للخطوط الحمراء مع زوجاتهم وأقربائهم من أجل أن يطلق عليه لقب مشهور، فالتباهي واستعراض المناطق المنفوخة والتعري والرذيلة جميعها لديهم أصبحت اعتيادية، لأن الرقيب الرسمي غائب، عكس الإعلام الرسمي، لذلك فوز شباب وشابات من مملكتنا وبفخر بـ 22 جائزة عالمية بالمعرض الدولي للعلوم والهندسة، وبكل ألم لن يكون بالمتابعة أهم من الرحلة الترويجية المدفوعة لتافهتين للمالديف، أو مهزلة تزويج الأذربيجانية.




http://www.alriyadh.com/1950949]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]