خسر الهلال بطولة من أسهل البطولات في تاريخه عندما هزمه فريق الفيحاء في نهائي كأس الملك 3-1 بركلات الترجيح.
خسارة الهلال لها أسبابها ولكن هذا لا يلغي تفوق الفيحاء وتجليه وظهوره بمظهر رائع ومشرف استحق على إثره الفوز باللقب لأول مرة بتاريخه مدوناً اسمه في سجل أبطال كأس خادم الحرمين الشريفين ومقتفياً أثر فرق الفتح، التعاون والفيصلي التي طرزت أسماءها بحروف من ذهب بحصولها على بطولات بأبخس الأعباء المالية وأقل البهرجة الإعلامية مؤكدين أن الفكر لا يقل شأناً عن المال في عالم المستديرة (رغم أهمية المال).
هناك من حمل الهزيمة للمدرب رامون دياز وحده وهذا بلا شك ظلم للمدرب وتجنٍ عليه بتحميله أخطاء غيره وتحميله سداد فاتورة استصدرها آخرون، فحتى وإن أخطأ في قراءة المباراة وإداراتها فلا يتحملها وحده، فالفريق أضاع أربعة أهداف محققة ولم يمنح منافسه خلق فرص حقيقة تهدد مرماه حتى أن الهدف الوحيد للفيحاء أتى من كرة ميتة وخطأ جسيم من المدافع علي البليهي الذي فشل في تشتيتها، بالإضافة للغياب الفني لمصادر القوة في الهلال، حيث لا يكونون عند الموعد لا سيما العنصر الأجنبي والذي بات صداعاً يؤرق الجمهور الأزرق وهذا الملف هو الحلقة الأضعف في عمل إدارة الأستاذ فهد بن نافل (الناجحة) والذي فشلت فيه كثيراً، وأخص بالذكر صاحب الهالة الإعلامية والصخب الجماهيري الذي واكب قدومه "بيريرا" فكان أسوأ لاعب هلالي هذا الموسم وما قدمه في النهائي ما هو إلا امتداد لما يقدمه من عقم فني وعك كروي وتفنن في استفزاز الجمهور الأزرق ببروده وضعف التحاماته وفقدانه لكرته بسهولة تامة وفي مثل هذه المباريات النهائية يكون المفتاح الأول للفريق هو اللاعب رقم 10 إما بالتسديد أو بالكرات الثابتة أو بالتمريرات الحاسمة فالنهائيات تُكسب بتفاصيل صغيرة وجزئيات بسيطة نظراً للتحفظ الطبيعي الذي يكون عليه المنافس فإن كان صاحب هذه الخانة هو أسوأ لاعب في الفريق وأقلهم عطاءً فطبيعي أن يظهر رتم الفريق بهذا السوء الفني في النواحي الهجومية، فضلاً عن كمية الغيابات الكبيرة التي عانى منها دياز بغياب أهم مفاتيح اللعب التي يعتمدها في إدارته للقاءات (كاريل، كويلار، كنو) وعدم ظهور البدلاء بالمستوى المطلوب إما بسبب ضعف المردود الفني أو بسبب الإجهاد والإعياء والذي ظهر جلياً على معظم أفراد الفريق جراء الاستحقاقات المتلاحقة التي خاضوها.
يجب على الجمهور أن يعي أن فترة دياز كانت صعبة جداً ورغم ذلك عاد معه الفريق لنغمة الانتصارات وللمنافسة عليها بعد أن كان في طريقه لتوديعها مبكراً رغم الغيابات وتداخل البطولات، كذلك عليه أن لا يلغي مكتسبات الموسم وما تحقق فيه من إنجازات مهمة فالفريق حقق دوري أبطال آسيا، وبطولة السوبر ومتأهل للأدوار الإقصائية في دوري أبطال آسيا الموسم الجاري ونافس وبقوة على كأس الملك وها هو يفعل في الدوري، ولا يوجد فريق يستطيع الفوز بجميع البطولات مهما كان اسمه ومكانته.
خاتمة:
نبارك لفريق الفيحاء إدارة ولاعبين وجماهير ومنتسبين هذا المنجز التاريخي بتحقيقه لكأس الملك بكل جدارة واستحقاق.




http://www.alriyadh.com/1952418]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]