زخم كبير من المنجزات تشهده المملكة، وتطورات إعجازية يمر بها مجتمعنا، ونقلات نوعية تنمو في مسيرة هذا الوطن الكبير. اليوم نحن نملك قوة سياسية، واقتصادية، ودبلوماسية.. واليوم نملك قوى صلبة هائلة، وعمقاً استراتيجياً معتبراً ونرفل بحضور إقليمي ووجود دولي، وقوة تأثير عالمية، ويسمع عن الآخر كما يريد ولدينا الكثير مما يبهج ويفخر به كل مواطن وحتى مقيم ومحب لبلادنا، والإعلام كقوة ناعمة تبرز أهميته في بناء الصور الإيجابية عن مجتمع ما أو وطن ويسهم في تهذيب ملامح الصور الانطباعية التي قد يتبناها الآخر عن جهل.
وإعلامنا الوطني يشهد تنمية سخية، ورعاية كريمة من القيادة الرشيدة كما هي القطاعات الأخرى ولعل ضرورة التأثير الإعلامي ومخرجاته تدفعان بنا إلى التفكير في كيف يمكن أن نصل إلى الآخر الذي لا يعيش بيننا ولا يتعرض إلى محتوانا الإعلامي بلغتنا؟ لذا نحن اليوم في حالة اضطرار كبيرة للوصول إلى ذاك الآخر بلغته التي يتحدث بها ويكون خطابنا الإعلامي واقعياً في إيصال صورة المملكة بتفاصيلها التي نعدها لتظهرنا أمام الآخر كما نستحق، وأتمنى حقيقة أن يدرس موضوع تأسيس قنوات سعودية بلغات مختلفة تكون بدايتها باللغة الإنجليزية وتبث في أمريكا وأوروبا كمحطة توجد هناك، فكما تصلنا قنوات الآخر بلغتنا يجب أن نصل إلى الآخر بلغته، فاليوم الخطاب الخارجي من الخارج أصبح ضرورة قصوى وأولوية تجسد قيمة الإعلام كقوة ناعمة تسوق صورتنا باعتبارية مثالية للعالم.
اليوم المقومات والأدوات والعقول الإعلامية متوفرة لدينا نستطيع من خلالها إعداد محتوى اتصالي عميق ومنظم وذي أبعاد استراتيجية، ويمكننا تنفيذه عن طريق صناعة ذلك المحتوى برعاية وتمويل تسويقي فائق القدرات وهيئة الإذاعة والتلفزيون بوجود رئيسها الأستاذ الحارثي النشط، وكذلك جهات وطنية أخرى قد تساهم لوجستياً.. هم جديرون بأن يتفهموا مدى الحاجة وتلك الضرورة لمثل هذه القناة كمرحلة ابتدائية، فلنتخيل حقيقة قناة تحمل اسم cksa ويكون مقرها في أمريكا ولها مكاتب في بعض أوروبا وتتم مشاهدتها من قبل الأمريكان والأوروبيين ذوي اللسان الإنجليزي ويتابعون محتوى مصنوعاً وطنياً على شاشة cksa ممتلئاً بالمضامين الإعلامية المميزة عن المملكة وتفاصيلها ومجتمعاتها ورؤيتها وأفكار مواطنيها وثقافتها وأسواقها ومدنها ومقوماتها وطبيعة أهلها والحرمين وغير ذلك كثير.. حينها سنجد بعون الله دعماً حقيقياً من محبين كثر هناك وسوف نستطيع التأثير على بعض الرؤى النمطية عنا من خلال نافذة قناتنا التي ستوصل صوتنا كدولة كبيرة ذات ثقل عالمي، وباعتبارنا نصنف أنفسنا كدولة عظمى فيجب أن نستثمر هذا السخاء الحكومي وتلك الرؤية السعودية في أن نصنع إعلاماً يصل إلى أبصار ومسامع الآخر بلسان سعودي رزين وراقٍ، ونضع لأبنائنا في أمريكا وغيرها قناة يمكن أن يستفيدوا منها في نقل واقعهم وإنجازاتهم هناك وإيصالها للعامة الذين تغشاهم قنوات التضليل حولنا، حين أجد أن دولاً كثيرة وصلت إلينا بلغتنا أتطلع أن نصل للآخر بلغته هناك وخصوصاً أمريكا.




http://www.alriyadh.com/1958396]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]