هل التضخم أصبح هو كل المشكلة في هذا العالم اليوم؟ يمكن القول نعم إنه المشكلة "الرئيسة" وليس كل المشكلة، والتضخم بتعريفه البسيط هو الارتفاع المستمر في الأسعار للسلع والخدمات، والتضخم أصبح اليوم الشغل الشاغل للبنوك المركزية، فهو تجاوز في أميركا مستويات 8 % وقارب أو وصل 9 % ونفس الشيء هي أوروبا، الدول الكبرى الصناعية هي من يعاني التضخم، الذي هو عدم البطالة والنمو الاقتصادي أي أنه يزيد من وطأتها ويعمق من المشكلة الاقتصادية العالمية، وهو أيضا عدو النمو الاقتصادي حين يتجاوز مستويات المقبلة والمطلوبة من البنوك المركزية، فالتضخم يقلل من القوة الشرائية والادخار، ويصبح عبئا على الدول في توفير سلع وخدمات بمتناول أصحاب الدخل الأقل، وهذا هي التحديات التي يعاني منها العالم، أما أسبابه فهي متنوعة وعديدة، سواء ما أتت به "كورونا" أو "الأزمة الروسية" بكل تبعات ذلك، من قلة الإنتاج وتقلص المعروض، وتباطؤ في سلاسل الإمدادات.
دول العالم لا يمكن القول إنها تعاني من التضخم بمستويات متساوية أو متشابهة، فكل الدول لها ظروفها الاقتصادية المتغيرة، ولها سياستها الاقتصادية وأيضا قدراتها وإدارتها الاقتصادية بما يجعل التباين واضحا وكبيرا، فالمملكة مثلا من أقل الدول العالم ودول العشرين بنسبة التضخم والأقل نسبة، وهذا ما يسجل للدولة أنها تمكنت من السيطرة على التضخم، من خلال توفير السلع والخدمات وأيضا توفير الدعم لبعض السلع وأيضا دعم أصحاب الدخل الأقل كما أعلنت قبل أيام وبما رفع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأقر حزمة من قرارات الدعم لأصحاب الدخل الأقل، بما يخفف من وطأة التضخم وارتفاع الأسعار، مع استمرار السيطرة على التضخم بكل ما يمكن وعدم تجاوزه لنسب مرتفعة، وحين ننظر لدول الأوربية وأميركا كمثال في ارتفاع التضخم لمستويات لم تصلها من أربعة عقود نجد أن الحلول المقدمة من قبلهم لم تنجح "إلى لآن" في الحد من التضخم بنسب كافية وستضطر معها لرفع سعر الفائدة أكثر وأكثر، وهذا ما يخيف هذه الدول أن ذلك سوف يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي والخوف من الدخول في ركود اقتصادي، السيطرة على التضخم في العالم لن يأتي إلا بوفرة "المنتج والمعروض" وتراجع الأسعار سيأتي معها، وتخفيف التوترات في العالم وانسيابية التجارة الدولية "أوكرانيا - روسيا"، وانفتاح الدول تجاريا وانسيابية التصدير والاستيراد "أميركا تخفف القيود على السلع الصينية" العالم يحتاج إنتاجا وانسيابية السلع وتخفيف القيود، وأقل توترا للعالم، وإن حدثت هذه التوترات يجب أن تكون التجارة والاقتصاد خارج ذلك.




http://www.alriyadh.com/1960494]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]