جاء رفض مركز التحكيم الرياضي السعودي طلب إدارة نادي الهلال اتخاذ التدابير الوقتية وتعليق عقوبة المنع من التسجيل التي فرضتها عليه غرفة فض المنازعات في قرارها الذي أصدرته في قضية اللاعب محمد كنو مخالفًا للمادة 29 من القواعد الإجرائية لمركز التحكيم الرياضي السعودي؛ والتي تختص بالشروط الواجب توفرها لاتخاذ التدبير الوقتي وهي:
1 - أن يكون الطلب متعلقًا بالمنازعة المنظورة.
2 - أن يخشى فوات الوقت في حال عدم اتخاذ التدبير الوقتي.
3 - تعثر جبر الضرر المطلوب حمايته وقت صدور قرار التحكيم. ولا تحتاج إلى أن تكون أستاذًا في القانون ولا حتى دارسًا له حتى تتأكد عزيزي القارئ من انطباق كل هذه الشروط على حالة الهلال في قضية كنو؛ بل يكفيك فقط أن تُعمِلَ عقلك وتُعطِّل ميولك وعاطفتك لتتساءل بكل حيرة: لماذا رُفِضَ طلب الهلال؟! وهل لمركز التحكيم لائحة سرية غير مكتوبة يعمل بها إذا استلزم الأمر غير لائحته المعلنة في موقعه الرسمي؟!
الأعجب أنَّ المركز برر رفضه طلب الهلال -بحسب مصادر إعلامية- بعدم وقوع ضرر على الهلال من منعه من التسجيل، والسؤال: أليس منعه من التسجيل مع وجود احتمالية كسبه للقضية وإلغاء العقوبة تمامًا بحد ذاته ضرر واقع لا يمكن لمركز التحكيم جبره عند صدور القرار النهائي الذي يتوقع كل المتخصصين القانونيين أن يأخذ وقتًا يتجاوز بكثير موعد إغلاق فترة التسجيل الصيفية التي تنتهي في آخر يوم من أغسطس الحالي؟! ألا يمثل منع الهلال من تدعيم صفوفه بلاعبين جدد يقدمون الإضافة ومخالصة آخرين يرى جهازه الفني عدم وجود حاجة فنية لهم ضررًا بحد ذاته؟!
بعد عقوبات ليلة العيد جاء هذا الرفض الغريب وغير المبرر لاتخاذ التدبير الوقتي وتعليق عقوبة الهلال حتى صدور القرار النهائي لقضية كنو ليثبت مجددًا أن عبارة (لجان الهلال) التي أطلقها غوغائيون ورددها ببغائيون، إنما هي أكذوبة أطلقت وتم ترسيخها للتغطية عن مستفيدين آخرين من تخبط بعض اللجان والغرف وتفاوت قراراتها وتباين عقوباتها، وللتغطية عمَّا تعرَّض ويتعرض له الهلال منذ عقود من هذه اللجان على طريقة (لاق الصراخ بالصراخ تسلم)، أو على طريقة (رمتني بدائها وانسلت)!
أمَّا الهلاليون فيمكن لها أن يأخذوا تبرير مركز التحكيم بمجاز وبمزاج فيقولون: «حكيم يا شيخ تحكيم.. لن يكون هناك ضرر من إيقاف الهلال وتقييده، فكبير آسيا لم ولن توقفه عن المنصات والبطولات عقوبات ولا عقبات، لن يكون هناك ضرر على الهلال لأنَّه الهلال الذي اعتاد عشاقه على بطولات النوايا الحسنة التي تأتي باحثة عنه منقادة إليه تجرجر أذيالها، وتدبر عن آخرين دفعوا من أجلها الغالي والنفيس وعملوا من أجلها وخططوا ودبَّروا!».
أمَا أخبركم التاريخ وعلمتكم الأيام أنَّهم مهما حاولوا أن يسقطوا الهلال أو أن يطرحوه أرضًا؛ فلم ولن يخلو لهم وجه البطولات ولا دروب المنصات، وأنَّهم كلما ظنُّوا أنَّهم كسروه وقصقصوا أجنحته وأطاحوا به نهض نهضةً أقضَّت مضاجعهم، فبعثر مخططاتهم وأمانيهم، وحوَّل أحلامهم إلى كوابيس؛ وعلَّمهم أنَّ البطولات في كرة القدم تُحسم في نهاية الأمر في الملعب، وأنَّ كل من حاول أن يحسمها خارج الملعب بالحيلة والمكر.. مات بالفقر!




http://www.alriyadh.com/1965278]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]