في المشهد الإعلامي في شبكات وسائل التواصل الاجتماعي غياب تام لما يعُرف بمفهوم الذوق العام، قبل أيام حضرت مناسبة زواج، كان الرد الأساسي لمن يسأل بعفوية وحب احد الشباب العزاب ان هذا السؤال مخالف للذوق العام، كان الرد بأسلوب حُب أيضا ولكن هو دليل ان الجميع اذا ما تم تشريع او تسريب لتشريعات معينة سيكون الالتزام والتطبيق من الجميع.
وهنا امر إيجابي ودليل ان المجتمع لديه درجة وعي، وليس مجتمع ساذج كما حاول الكثير ان يصوره في فترة من الفترة في ذروة التهافت على وسائل التواصل الاجتماعي، التي انسلخت في تعاملها كثيرا عن الإعلامي الواعي والرسمي الذي اعتدنا عليه ومن الصعوبة تجاوز خطوطه الحمراء، ولكن هذا الوعي لماذا يكون بأمور وامور أخرى يتجاهلها بقصد وبإرادة؟
فبكل صراحة الذوق العام غائب او مُغيب عن المشهد العام في الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي، كان الكثير يدعي ان الفضاء مفتوح كما كان يرددون أيام طفرة الفضائيات في بداية التسعينيات الميلادية وممانعة الكثير لمفهوم الحجب او التحذير للكثير من القنوات الفضائية التي اشتهرت بالانفتاح وتجاوز الحدود والذوق العام فيما يتعلق بالغرائز، فيعتبرون ان وسائل التواصل الاجتماعي أيضا فضاءها مفتوح وتكميم الافواه مخالف للحرية الإعلامية التي نسمع فيها ونقرأ نظرياتها ولم نشاهدها وخصوصا في السياسة والإنسانية عند رواد واسياد الاعلام الغربيين!
الخطوات الخجولة وهي خجولة بالفعل التي تتناول وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا المتجاوزين فيه تستحق التفاته، تأثير هؤلاء كبير جدا ويؤثر على أجيال وجدوا نفسهم امام أجهزة حديثة وانترنت مفتوح وغرف مغلقة ورقابة غائبة، ونستغرب ونندهش بعدها بحصول حالات عديدة من الحوادث الغير معهودة والتجاوزات الأخلاقية التي لم نعتاد عليها، لتأثر الكثيرين كبارا وصغارا بما يشاهدونه من بث مباشر او عبر حسابات لأشخاص يصورون الحياة الوردية والبطولات الكاذبة، لمتلقي يعُاني أحيانا ماديا او نفسيا، فينعكس ما يتابعه على نفسيته واحيانا مسيرة حياته، فينشأ جيل مختلف، عدم وجود الرقابة الرسمية تحديدا تسببت بظهوره الغير سوي للأسف وهذه حقيقة نعرفها جميعا!
الذوق العام في وسائل التواصل الاجتماعي يحتاج الى تفكير وقرارات وتنظيم ومتابعة، مخجل ان تطلب جهة رسمية من الجمهور ان يساعدها، الأمثلة كثيرة والتنظيم سهل والمرونة بالتشريعات اسهل، حتى من يحتفي بهؤلاء من الاعلام المحسوب علينا يجب ان يعاقب، وحتى المعلن الذي يساهم بدعمهم لاستغلال شهرة البعض لبيع سلعته لابد ان ينبه ويعاقب بعدها، الحقيقة المؤلمة ان الذوق العام ليس المعاقبة مثلا لرمي منديل بالشارع، ولكن حماية المجتمع من مخاطر ليست سهلة والجريمة والانحلال الأخلاقي من امثلتها، الامر ليس صعب ولكن يحتاج لالتفاته واحترافية بالتعامل.




http://www.alriyadh.com/1965419]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]