الفظاعات التي ترتكب حالياً على مستوى العالم الذي بات أشبه بقرية صغيرة، وتمتد آثارها إلى كل بقعة من العالم؛ كل هذه الفظاعات تعكس حالة التغوّل والمدّ العنفي الذي يمارسه بكل صلف وعدوانية مدعو الحرية والسلام ونبذ العنف، لم تعد الشعارات البراقة الزائفة التي يتشدق بها هذا العالم قابلة للتصديق، لقد سئم العالم من ترداد الشعارات البراقة التي تستميل العواطف لكنها بلا أي أثر على الواقع المُعاش.
مناظر تدمي القلب يبصرها العالم وهو يشاهد الدماء تراق بعدوانية وشراسة، لا يسلم منها حتى الأطفال الذين هم رمز البراءة والسلام، باتت أشلاؤهم تتمزق أمام أعين والديهم، وضمير العالم -بكل أسف- يصم أذنيه عن أي نداءات استغاثة أو توجّع، هي مناظر باتت مكرورة، ولفرط تكرارها أخذ العالم يعتاد عليها ويتآلف مع صورتها الوحشية الموجعة.
إنّ حجم الخيبة يتضاعف حين نرى تراخياً معيباً من النظام الدولي وهو يقف في موقف الحياد المهين الذي لا ينصف ضعيفاً ولا يصون حقاً ولا يحفظ كرامة لمن وضعهم القدر في قبضة عدو غاشم.
ما قيمة نظام عالمي جديد يحتل فيه قانون الغاب المشهد ويمارس سلوكه العدواني دون رادع أو عقاب؟
أن يزداد التغوّل والاستشراس وهدر الآدمية في أكثر من بقعة من العالم لهو مؤشر مخزٍ، ولا ينم عن عالم ينشد السلام والاستقرار وإرساء قيم العدل والمساواة والتواد والتراحم وقبول الآخر.
إن الأمن وصون السلام العالميين وإرساء كل قيمة حضارية وإنسانية في هذا العالم جميعها لم تعد خياراً وترفاً، بل إنها مطلب لا يقبل المساس أو المساومة أو المداورة، فَسِلْم العالم واستقراره وتَشارُك كل من يعيش فيه يقتضي منا جميعاً سُكّان هذا الكوكب تطبيقه والدفاع عنه؛ ليس بوصفه واجباً أخلاقياً فحسب؛ وإنما باعتباره ضرورة تفوق أهميته كل واجب، كما يستدعي اتخاذ خطوات حقيقية لا مواربة فيها تجاه تأديب أي نظام شمولي فوضوي أرعن لا يأبه بالأعراف ولا القواعد والأنظمة والقوانين الدولية التي تكفل صون وحماية الأمن والسلم الدوليين.




http://www.alriyadh.com/1965465]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]