أتمنى أن نفكر خارج الصندوق ونرى عجلة التنمية الاقتصادية التي ظهرت بعد انتعاش هذا القطاع الكبير ولا نجعل تفكيرنا بالعقار هو بتملك المسكن لأن أصل الاختلاف هو بتملك المسكن وليس بتوفره.
ولا بد أن أوضح لك بأن القطاع العقاري قطاع مهم وحيوي بالنسبة للفرد والمجتمع والمؤسسات المالية فلا يمكن لإنسان أن يعيش دون سكن (وليس تملك سكن) ولا يمكن لمجتمع أن تتناسق علاقاته دون أحياء سكنية مخططة ومتكاملة الخدمات، ولا يمكن لنشاط تجاري أو صناعي أو خدمي أو زراعي أن يقوم دون عقار، وهو ما جعل القطاع العقاري في كافة الدول المتقدمة، القطاع الأكبر من حيث الحجم ومن حيث مساهمته في إجمالي الناتج الإجمالي الوطني، بل إنه يمثل القاعدة الصلبة التي تستند إليها اقتصادات تلك الدول والضمانات الأكثر أمانا التي تنتقل من خلاله رؤوس الأموال من قطاع لآخر حتى قيل بأنه الوسادة التي تمتص الأزمات المالية الكبرى، وللعلم فإن القطاع العقاري لدينا سابقاً استطاع امتصاص الآثار السلبية لأزمات كبرى بما فيها أزمة الرهن العقاري 2008 وقبله انهيار سوق الأسهم 2006 ولقد حمل ما لا يحتمل حتى نشأت ما يسمى بارتفاع العقار.
إلاّ أنّ الآفاق المتاحة أمام القطاع العقاري لدينا تبدو إيجابية وخصوصاً في مرحلة ما بعد «كورونا»، حيث سيستفيد بلا شك من الدعائم المتينة للاقتصاد الوطني الذي أظهر مرونة عالية في التعامل مع الأزمات الطارئة، في ظل الدعم الحكومي والجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وزيادة السيولة المالية، وهو ما تُرجم مؤخراً في الفائض بالميزانية التي أعلنت الأسبوع الماضي.
وتتعزز النظرة الإيجابية حيال مستقبل القطاع العقاري المحلي، بالنظر إلى تجاربنا الناجحة في تجاوز عقبات الأزمات التي ذكرتها سابقاً، واضعةً أسساً راسخة لتعزيز متانة ومرونة اقتصاد هذا القطاع، مع تطوير البنية التنظيمية والتشريعية للقطاع العقاري الذي بات أكثر قدرة على مواجهة التحديات ومواكبة المتغيرات المتسارعة.
لذا ومن خلال وجهة نظرتي وتوقعاتي بأن القطاع العقاري قطاع مهم وحيوي وضخم ويشكل قناة استثمارية كبرى وآمنة إذا تمت هيكلته بطريقة سليمة وتمت حمايته من تلاعب المتلاعبين. وعدم استفادته من الركود الذي تأثر فيه في أوقات سابقة وللارتفاع مجدداً ودخوله بسوق المضاربات الذي هو فقط اتخوف منه حالياً ومستقبلاً.. ودمتم بود.




http://www.alriyadh.com/1965497]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]