تبقى الأشياء في ذاكرتنا مهما تقدمنا في العمر وتتابعت الأحداث، هناك شيء مهم في وجدانياتنا ماصنعته أيام الطفولة والصبا وأول الشباب، فكلما سمعنا إذاعات هذا الزمن تعود بنا الذاكرة إلى "الراديو" كان شائعا قبل "50" عاما، أنواع وأشكال مثل "ترانزستون، توشيبا، فليبس، وناشيونال"، في تلك الأيام حتى سائقي التكاسي المواطنين، يهتمون في هذا الجانب، يضعون "بيكب اسطوانة"، يسمعون أغاني حجاب وخلف العتيبي وعبدالله نجار وسعد ابراهيم وغيرهم من المطربين الأوائل، الذاكرة مليئة حتى بأنواع سياراتهم "البرنس، الفلفو، الفولكا، والشفر"، واسعارهم.. بريالين إلى أي موقع في الرياض والراكب المنفرد "ربع ريال" أو ونصف ريال على حسب مسافة المكان وكذلك في "أتوبيس خط البلدة"، أما بالنسبة للغذاء كان الرز المشهور "أبوسيفين، أبو بنت الأمريكي" وكان كيلو لحم الجمل بريالين ولحم الغنم بثلاثة ريالات، يلفها الجزار في أوراق أكياس الأسمنت، يسمون الميزان "الوزنة" وهي السائدة في ذلك الوقت ثم جاء بعدها الكيلو، وأما الدواجن لم تكن معروفة بتاتا حتى اواخر الستينيات وبداية السبعينيات الميلادية، عندما ظهرت في الأسواق الدجاج الفرنسي المجمد والذي كان يستورد من الخارج، في ذاكرتنا نحن المخضرمون أشياء عديدة، مثل المشروبات الغازية "كندادراي، كراش، كعكي كولا، والفنتا" كانت اسعارها لاتتجاوز ربع ريال، الغريب في هذه الذاكرة تحمل بين اغراضها المكتضة، أن المياه المعباة لم تكن موجودة، كان الجميع يشرب وينظف من مياة الشبكة المعقمة بالسفنيك، وحركة العقار واسعار الأراضي في الجرادية والحبونية أو عتيقة ومنفوحة، والتي تعادل راتبا شهريا لموظف متوسط، اختلفت الاشياء وتعدلت الأمور، بفضل من الله ثم اهتمام حكومتنا الرشيدة، البدايات دائما مضنية لم نعرف الا المكيفات الصحراوية رغم انها نادرة عند علية القوم، لا يستخدمون البقية الا "المهفات" المصنوعة من خوص النخل، الذاكرة وألوان المحلات والمطاعم الراقية في شارع الوزير والمكتبة الوطنية التابعة لوزارة المعارف ومكتبة الخزندار التجارية، والمراكز الصيفية، وبداياتها في المتوسطة الثانية بشارع الوزير، قبل أن تنتقل لمتوسطة فلسطين بـ"أم سليم"، ثم متوسطة القدس بالشميسي المتنفس وملتقى الشباب الموهوبين والذين اصبحوا يمارسون هواياتهم ويبرزون قدراتهم في الثقافة والفنون والمسرح والرياضة، كان المجتمع هادئا وبلا مشكلات ولا تعقيدات، هل تتذكرون معي ايها المخضرمون إذاعة "طامي" والتي كنا نسمع عبر أثيرها المطربين الشعبيين مثال "ابو سعود الحمادي، ابراهيم بن سبعان، عبدالله نصار، عبدالله السويلم، وفهد السلوم"، قبل ان تغلق ويبدأ بث إذاعة الرياض، ونسمع طارق عبدالحكيم وطلال مداح وفوزي محسون وعبدالله محمد وسعد ابراهيم ومحمد عبده وغيرهم، الوجدانيات كثيرة ومتراكمة في مجملها الفن الذي استمتعنا في بداياته دون قيود.




http://www.alriyadh.com/1965621]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]