سعدت جداً بدعوة الزملاء في نادي الطائف الأدبي الثقافي رئيس النادي الصديق عطا الله الجعيد، ونائبه رئيس جماعة فرقد الدكتور أحمد الهلالي لحضور أمسية شعرية، بإدارة الشاعر المتألق الصديق خالد قماش، وبمشاركة الشاعرة نورة الشمراني، والشاعر عبدالعزيز الأزوري، وسط زخات مطر طائفية، أشعرتنا بجمال هذه المدينة السياحية العريقة، مع موسيقى الشعر، وحيث أشكر الزملاء على جهودهم الرائعة التي يبذلونها في تقديم منتج ثقافي وإبداعي مميز، وبحكم أنني أحد منسوبيها السابقين، أتساءل مع التغيرات الجديدة التي تشهدها وزارة الثقافة وقطاع الثقافة والترفيه في المملكة عموماً، ما مصير الأندية الأدبية؟
شخصياً مع فكرة الثقافة الشمولية، وأنها لا تقتصر على الأدب والإنتاج الإبداعي فحسب، وضد فكرة الإنتاج الإبداعي النخبوي، مع احترامي لما يقدمه كل الزميلات والزملاء من عشاق هذا اللون الذي بات اليوم محدوداً وقاصراً جداً من حيث الإقبال، والتلقي، وأقصد هنا بالنخبوي، كل عمل ثقافي فكري، يتوجه لفئة المثقفين على وجه الخصوص، ولا يتوجه للجمهور العام من الناس، مثلاً المسرح، هناك المسرح الشعبي، الجماهيري، وهناك المسرح التجريبي النخبوي الذي لا يجد الإقبال الجيد من الجمهور، لا يمنع أن يستمر من يقدمون هذا اللون من الفن في تقديم ما لديهم في مقابل أن يفتح المجال للمسرح الشعبي الجماهيري، لعلي أستشهد بالمسرحية المميزة التي قدمها فريق النجم الكبير ناصر القصبي: "الذيب في القليب"، ونفس الحال ينطبق على باقي الفنون والآداب والإبداعات التي تقدم.
يعني أننا لا يجب أن نقصر الثقافة على المنتج الإبداعي من شعر وقصة ورواية، وإنما لدينا المسرح والسينما، والدراما، والفنون الشعبية بكل ألوانها وأطيافها، ولدينا تراثنا العظيم من ملابس ومنقوشات وخلافها من آثار عظيمة، كل ذلك يمثل ثقافتنا التي تعكس صورة مجتمع برمته، وكل منتج من هذه الأشكال المختلفة يعتبر فناً وثقافة في آن، ومن كان منهم الأقدر على استقطاب الجمهور فهو صاحب الأولوية في ظني، بينما باقي الفنون النخبوية كما ذكرنا نجعل منها أقساماً صغيرة في مركز ثقافي شامل، يكون بديلاً عن الأندية الأدبية التي هي بلا شك أدت دوراً ورسالة عظيمة في وقتها، وحان الوقت أن نشكلها تشكلاً جديداً يتماشى مع معطيات الروية العظيمة للمملكة العربية السعودية التي سوف نتناولها بتقارير متخصصة في الجانب الثقافي على وجه التحديد في الأسابيع المقبلة إن شاء الله.




http://www.alriyadh.com/1965651]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]