وسط اهتمامات رؤية 2030 بالشأن الاقتصادي والاجتماعي، وإعادة بناء المملكة على مرتكزات قوية، تقودها إلى عالم متطور ومزدهر في العديد من المجالات، لم تتجاهل الرؤية الشأن الثقافي، وأولته اهتماماً استثنائياً، ينطلق من ثوابت مهمة، أبرزها أن للمجتمع السعودي خصوصية ثقافية، تقوم على أهمية المحافظة على التراث العربي والتاريخ الإسلامي الحافل بالكثير من الإبداعات المهمة التي أثْرت الحضارة البشرية.
ومن هنا، لم يكن غريباً أن تحرص الرؤية من خلال برامج جادة، وخطط مدروسة، على تطوير القطاع الثقافي، باعتماد منظومة متكاملة لتطوير المواهب وتسهيل المبادرات، بالإضافة إلى إيجاد السبل المناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات المحققة في القطاع وإيفائها حقها من التقدير والتشجيع، إلى جانب تلافي أي سلبيات أربكت الشأن الثقافي، وعطلته من الانطلاق نحو آفاق واسعة من الطموح.
وإذا كان المشهد الثقافي السعودي قد شابه بعض الركود في مسيرته خلال فترة مضت، بفعل تأثيرات جائحة كورونا، وما صاحبها من تجميد العديد من الأنشطة والبرامج على مستوى جميع القطاعات، إلا أن هذا المشهد بدا حريصاً على عكس اتجاه بوصلته، بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، واستئناف الأنشطة والبرامج.
وبكثير من الشفافية والوضوح، نجح تقرير وزارة الثقافة عن الحالة الثقافية في المملكة في العام 2021، في رصد مستويات الحضور الثقافي في المساحات المفتوحة والأماكن العامة بفعل الجائحة، ومقارنة تأثير هذا الحضور مع واقع المشهد ما بعد الجائحة.
يمكن التأكيد على أن التقرير جلب معه الكثير من الأمل والتفاؤل، بمواسم ثقافية سعودية حافلة خلال الفترة المقبلة، مقارنة بفترات الإغلاق بفعل الجائحة، ولا يمكن الفصل بين تقرير الوزارة 2021 وما بدأه تقريرا الحالة الثقافية للعامين 2019م و2020م، حيث إن التقارير -مجتمعة- سعت إلى تقديم قراءة منهجية لحالة الثقافة، تبيّن التحديات وتوثّق المنجزات، ولكن يبقى الجميل في الأمر أن التقارير الوزارية اعتمدت هيكلة موضوعية جديدة، تعكس أبعاد الواقع الثقافي بقطاعاته المختلفة، وتعالج الثقافة بوصفها بنية واحدة لا تتجزأ.
ويتجسد التفاؤل بمستقبل الثقافة السعودية، عندما ندرك أن المملكة تحتضن الكثير من المثقفين والمبدعين في كل مجالات الثقافة، وهو ما أكدته الوزارة غير مرة، ومن هنا حرصت على أن تكون بمثابة المحرك الفاعل الذي يدفع عجلة التحول الثقافي في البلاد، من خلال دعوة المثقفين والمبدعين إلى الإعلان عن نتاجهم، مع توفير الدعم والتوجيه الواضح والضروري لجميع الشركاء من هيئات حكومية وجهات فاعلة في القطاع الأوسع، ويبدو أن الوزارة نجحت في هذا المسعى من خلال خلق تيّار مستمر عالي المستوى من الوعي الجماهيري.




http://www.alriyadh.com/1966797]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]