المملكة وفي يومها الوطني تعيش أهم مراحل بناء الدولة الحديثة التي تتمتع بالأمن والاستقرار، والاقتصاد القوي المزدهر ومتعدد المصادر. وتمتلك مسعى روحياً تتوارثه الأجيال، ولديها ثروات تضعها في مقدمة دول العالم في الغنى، وموقعاً استراتيجياً يجعلها تتوسط بين دول العالم. والأهم هو وجود قيادة لا حدود لطموحها، وحرصها على البناء والازدهار..
أجدادنا وأباؤنا الذين قادهم الملك عبدالعزيز لبناء دولة بحجم هذا الوطن، لا يكفيهم الشكر والدعاء، بل بتتبع آثارهم، وتذكر تضحياتهم وإخلاصهم لقائدهم وكيانهم. يجب أن نصنع من اليوم الوطني محطة شكر وعرفان، وتذكير أبنائنا بأهم أسس بناء الأوطان. حتى وإن اختلفت الإمكانات بين ذلك الزمان وهذا الزمان، نذكرهم بفضيلة الإخلاص للوطن، والصبر لتحقيق الأهداف، والإتقان والتميز، وأن نستلهم من أولائك الذين ساروا حفاة على أديم الصحاري، وصعدوا الجبال، وتسلقوا الأسوار لتوحيد البلاد، مثال يحتذى. أجدادنا ضربوا لنا أروع الأمثلة في الصبر وبعد النظر، ونحن الأحفاد أحق أن نقتدي بهم ونجعلهم نبراساً للطموح، وكل أمة تفخر بتاريخها وقادتها، وتلقن أبناءها منذ الصغر ضرورة الاقتداء بهم، ومعرفة أن تقدم الأمة بحاجة إلى جهود أجيال متعاقبة، وقوى دافعة عديدة، وليس جيل واحد أو جيلين.
اليوم والمملكة وفي يومها الوطني تعيش أهم مراحل بناء الدولة الحديثة التي تتمتع بالأمن والاستقرار، والاقتصاد القوي المزدهر ومتعدد المصادر. وتمتلك مسعى روحياً تتوارثه الأجيال، ولديها ثروات تضعها في مقدمة دول العالم في الغنى، وموقعاً استرتيجياً يجعلها تتوسط بين دول العالم. والأهم هو وجود قيادة لا حدود لطموحها، وحرصها على البناء والازدهار، وضمان الحياة الرغيدة لكل مواطن ووافد. وشعب محب وجلّه من الشباب المتعلم الطموح، وكل ذلك بحاجة إلى قوة توازي وتحمي ما نملك من هذه النعم، وأهم مصادر القوة هو الإنسان، وأهم مراحل إعداده للمستقبل هي مرحلة الطفولة ومنذ العام الأول وحتى الجامعة. وفي هذه المناسبة السعيدة أسوق المقترحات الآتية:
أولاً. في عام 2030 وما بعده سنرى دولة مختلفة بدأت تظهر ملامحها تباعاً، دولة النظام والعدل والرخاء. دولة أصبحت محط أنظار العالم في غربه وشرقه، دولة لم يعد طموحها البقاء في الدول العشرين الأكثر غنى، لكنها تسعى جاهدة لتصبح ضمن الدول السبع الأغنى على مستوى العالم، وهذا يتطلب أعدادا كبيرة من القادة، وجيوشا من المهندسين والفنيين، والباحثين والخبراء، ورجال السلك الدبلوماسي والقانون. كل ذلك يجعلنا نضع كل جهودنا في التعليم وتطويره، لنركز فيه على ثلاثة محاور هي المعلم أولاً، ثم المقررات ثانياً، ثم البيئة المدرسية ثالثاً. نحتاج إلى حسن اختيار المعلمين الجدد، والاستمرار في تأهيل من هم على رأس العمل. وفي المقررات نحتاج إلى الاختصار في المحتوى، والانتقال إلى التطبيق والممارسة بدل الحفظ والتلقين. وفي البيئة المدرسية نحتاج إلى تحديد عدد الطلبة في كل فصل بحيث نطبق المعايير التي تطبقها مدارس الدول المتقدمة، أي بين العشرين والثلاثين طالب في كل فصل. مع تجهيز المدارس بما تحتاجه من معامل ومختبرات ومسارح وملاعب وتشجير. كل ذلك يتطلب ضخ أموال إضافية للتعليم، وهذا هو الاستثمار الأمثل للمستقبل ومتطلباته، فكل ريال يصرف على التعليم، أو الأبحاث يعود عشرة أضعافه بعد عشر سنوات.
ثانياً. الجامعات هي المنارات العالية لنشر العلم وتغيير ثقافة المجتمع وليس العكس، من الجامعات يتخرج كل ما تحتاجه مسيرة التنمية من طاقات بشرية مؤهلة. ومن الجامعات المتميزة نوجد العلماء والباحثين. وقوة الدول المتقدمة تكمن في قوة جامعاتها، والبحثية بشكل خاص، فمنها يتخرج العلماء والباحثون، ومن معاملها ودراساتها تطور الخدمات والصناعات المختلفة، وهذا يتطلب الاستقلالية، وحرية البحث ودعم الدولة لها بالأموال، والسعي المستمر للتوأمة مع الجامعات المتقدمة، واستقطاب العلماء في مختلف التخصصات، وتفريغهم للتدريس والبحث والتطوير. فلولا هجرة العلماء من ألمانيا والنمسا في ثلاثينات القرن الماضي إلى الجامعات الأمريكية لما كانت أمريكا كما هي عليه اليوم. لقد كانت جناية النازية الكبرى على ألمانيا نعمة على الجامعات الأمريكية بشكل خاص. الدول المتقدمة تفخر بجامعاتها القوية، ومدارسها المتميزة بجودة معلميها، ومقرراتها التي تتيح للطالب المشاركة، والبيئة المدرسية التي لا يتعدى عدد الطلبة في كل فصل 26 طالبا على أكثر تقدير.
اليوم الوطني فرصة للمزيد من التخطيط نحو امتلاك القوة وهذا هو ما تسعى إليه المملكة بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد الذي يرأس أهم برامج الرؤية وهو برنامج تنمية القدرات البشرية.
اليوم الوطني فرصة للتذكير بالبطولات التي جعلتنا ما نحن عليه اليوم، وعلينا أن نبدأ مبكراً في التخطيط للعام القادم، وأن تكون هذه المناسبة نقطة تحول للمزيد من العطاء لهذا الوطن المعطاء.




http://www.alriyadh.com/1974893]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]