عندما يصبح الهدف هو رفعة الصناعة، يكون المستهدف هو المستقبل.. هكذا يصنع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - أهدافه بعناية، وهكذا لا يترك خزينة أهدافه الوطنية دون حلم يسعى لتحقيقه، أو دون باب مشرع على المستقبل يفتحه أمام الشباب، ممهدا الطريق لهم ليحلموا ويطمحوا، ثم يحققون ما يحلمون به، دون حدود أو قيود.
لا يتركنا الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - سوى أسابيع قليلة حتى يفاجئنا بحلم يتحقق، أو بهدف كنا نراه بعيدا، فيجعله قريبا ويحققه لنا، فكم كنا نحلم أن تخوض السعودية بكل ما تملكه من إمكانات ومقومات غمار الصناعة، حتى طالعنا سموه قبل أيام قليلة بإطلاق الإستراتيجية الوطنية للصناعة، والتي تفتح أبواب الأمل ليس أمام الجيل الحالي فقط، بل أمام الأجيال القادمة عبر مئات السنين، لأن الواقع والتاريخ علّمانا أن الدول الصناعية هي الدول القادرة على النمو والاستدامة والنماء والرخاء.
إن النمو الصناعي ليس مجرد إنتاج وصادرات وتنمية فحسب، رغم سمو هذه المحصلات والنتائج وعظمتها وأهميتها، إلا أن هناك نتيجة أخرى تبدو خفية، لا تقل سموا وأهمية، وهي أن الصناعة لا تنمو إلا من خلال دعم الأبحاث العلمية والصناعية التطبيقية والابتكارات وتبنّي تقنيات الصناعات المتقدمة، وهو ما يدفع بالدول الصناعية إلى طريق العلم والتحضر والتقدم بوتيرة متسارعة، وهو الهدف الذي لم يغفله سمو ولي العهد في الإستراتيجية الوطنية للصناعة، حيث تستهدف أيضا الاهتمام بمجال الأبحاث الصناعية، ودعم شباب الوطن وعقوله في هذا المجال، ليقودوه بأنفسهم، وأيضا لفتح آفاق جديدة أمامهم من خلال تلك الإستراتيجية الطموحة، والتي وضعت أيضا في أولويات أهدافها توفير فرص العمل؛ من خلال استحداث آلاف الوظائف ذات القيمة العالية للكوادر السعودية خلال السنوات المقبلة، وتقديم برامج تطويرية للمهارات الوطنية لدعم توطين الوظائف الصناعية، وإمداد المنظومات الصناعية بكوادر مؤهلة وقادرة على المنافسة، خاصة في ظل ما يمتلكه شباب الوطن من قدرات تقنية تمكنهم من العمل في أحدث المجالات الرقمية والمعرفية.
وتأتي الإستراتيجية الوطنية للصناعة لتبني على ما تمتلكه المملكة من بنية صناعية زادت وتيرتها في السنوات القليلة الماضية، منذ تولى الوزير بندر الخريف مهامه كأول وزير للصناعة والثروة المعدنية بالمملكة في العام 2019، والذي عزز النشاط الكبير للوزارة من قوة القطاع الصناعي ومساهمته في الناتج المحلي، لاسيما بوجود شركات صناعية وطنية رائدة أسهمت في وضع الصناعة السعودية في مصاف الصناعات الرائدة إقليميا وعالميا، حيث تعد المملكة اليوم رابع أكبر مُصنّع للمنتجات البتروكيماوية على مستوى العالم، بالإضافة إلى مساهمة مخرجات الصناعة الوطنية في تزويد سلاسل الإمداد والتصنيع العالمية، وكذلك مساهمتها في إنتاج العديد من الصناعات العالمية المتقدمة، وهو ما يمنحنا مزيدا من الأمل والثقة، في أن مملكتنا الحبيبة سوف تحفر بَصْمتها في عالم الصناعة بمقدرة وتمكّن، لنرى عن قريب شعار "صنع في السعودية" منافساً لأجود المنتجات العالمية في شتى المجالات.




http://www.alriyadh.com/1978862]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]