«هذه المملكة ليست المملكة التي كانت عليها قبل 5 سنوات»، عبارة موجزة لسفيرة خادم الحرمين لدى أميركا، الأميرة ريما بنت بندر، لخصت طبيعة التحولات التي تجري في المملكة، على المستوى الداخلي بالدرجة الأولى، وعلى صعيد العلاقات الدولية، والأهم أنها بعثت رسالة واضحة لمن يعنيه الأمر، بأن علاقات المملكة محكومة بمصالحها بمعزل عن أي ضغوط أو محاولات لتغيير مواقفها، ورسالة أخرى مفادها بأن الرياض ليست في وارد الوقوع في فخ الاستقطاب الدولي الجارية فصوله حالياً، وستحافظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الدولية الفاعلة، وهو النهج الذي مكن المملكة من لعب دور وساطة ناجح في مسألة تبادل الأسرى، كما وتواصل دبلوماسيتها الفعالة مع جميع الأطراف للوصول إلى وسيلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والوصول إلى بر السلام، وما كان لهذا أن يتحقق لو لم تتخذ المملكة موقفاً متزناً ومحسوباً وحكيماً حيال تداعيات هذه الحرب الكبرى.
ما لم تفهمه واشنطن حتى الآن أن المملكة باتت في حقبة جديدة، وإذا كانت المزايدات الانتخابية الأميركية لم تكن تجدي نفعاً في حقب سابقة، فمن باب أولى أن تفشل في هذا العهد القوي، وفي ظل سياسة حازمة، تولي مصالح الوطن المكانة الأولى، ولا تلتفت للمماحكات الحزبية، والتصريحات النارية التي تطرح دائماً في موسم الانتخابات الأميركية.
وبقدر ما يعني هذا أن المملكة لن تلقي بالاً لأي طرح سلبي تجاهها، وستمضي في سياستها الرامية لتحقيق السلام والاستقرار العالمي، وتحقيق التوازن المطلوب في أسواق الطاقة الدولية، فمن جهة ثانية لا تسعى للتفريط بعلاقة تاريخية مع الولايات المتحدة استمرت أكثر من 80 عاماً مجتازة عديد التحديات والمحطات الصعبة، غير أن الموقف الدبلوماسي السعودي معلن وواضح، وإذا كان ثمة دعوات في واشنطن لمراجعة العلاقة مع الرياض، فإن هذا عين ما تريده المملكة، مراجعة رشيدة تصحح مسار العلاقة الذي حرفه تيار غير رشيد في أميركا عن مساره الصحيح.




http://www.alriyadh.com/1979275]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]