فعلا انقضى رمضان وكأنه لمحة بصر
فعلينا اخواني واخواتي ان ندعوا الله ان يتقبل صيامنا وقيامنا ....
وان نربي انفسنا على الطاعات ...
وعلينا أن نودع رمضان بالآتي
أولاً: التوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام.
ثانياً: العزم على أن يكون حالنا بعد رمضان أفضل من حالنا قبله¡ فقد خاب وخسر من عرف ربه في رمضان وجهله في غيره من الشهور¡ فإنه عبد سوء.
ثالثاً: أن يغلب على المرء الخوف والحذر من عدم قبول العمل¡ روي عن علي أنه قال: كانوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل¡ ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: "إنما يتقبل الله من المتقين". المائدة 127
وكان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر¡ فيقال له: إنه يوم فرح وسرور¡ فيقول: صدقتم¡ ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً¡ فلا أدري أيقبله مني أم لا¿
ورأى وهب بن الورد قوماً يضحكون في يوم عيد¡ فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين¡ وإن كانوا لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين.
رابعاً: أن نشكر الله عز وجل ونحمده أن بلغنا رمضان¡ ووفقنا فيه إلى الصيام والقيام¡ فقد حرم ذلك خلق كثير¡ والشكر يكون باجتناب المحرمات¡ وفعل القربات¡ ويكون باللسان وبالقلب.
خامساً: أن نسأله سبحانه أن يبلغنا رمضان القادم وما بعده¡ قال بعض السلف: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان¡ ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.
سادساً: أن تعاهد الله عز وجل على نصرة هذا الدين¡ والذب عن سنة سيد المرسلين¡ والنصح للعامة والخاصة¡ وتنوي الغزو في سبيل الله حتى لا تموت ميتة جاهلية.
سابعاً: مواصلة الجد والمثابرة على الطاعات والإكثار من القربات¡ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
ثامناً: الإكثار من ذكر هادم اللذات¡ ومفرق الجماعات¡ وميتم البنين والبنات¡ وتذكر أن العمر سينقضي كما انقضى رمضان¡ فإن الليالي مبليات لكل جديد¡ ومفرقات عن كل لذيذ وحبيب¡ فالمغرور من غرته لذة الحياة الدنيا¡ والغافل عن آخرته المشتغل بدنياه.
والحمد لله رب العالمين¡ والسلام على سيد الأولين والآخرين.