من يعرف الكرة السعودية منتخبات وأندية حق المعرفة يُدرك أنها تتجلى في المواقف الصعبة والقوية، ولا أبالغ إذا قلت بأنه كل ما أشتدت الضغوطات والصعوبات على منتخبنا كل ما كان أكثر إنجازًا وتألقًا فالخوف الذي خيم على أذهان الكثيرين قبل انطلاق مونديال أمريكال 1994م وهو التأهل الأول لمنتخبنا تحول مع انطلاق أول صافرة بالمونديال الحلم لمنجز تاريخي وغير مسبوق يتذكره الجميع حتى اليوم بعد ظهور مشرف صاحبة نتائج إبجابية أوصلته للدور الثاني من المونديال ومن أمام منتخبات عريقة ولها ثقلها على المستوى العالمي كهولندا وبلحيكا والتي عانت الأمرين أمام صفورنا المسحلين بالعزيمة والإصرار القوي بعد ضغوطات ومصاعب حولوها بكل بسالة لعامل قوة.
فالضغوطات والصعوبات التي تحيط بنجومنا اليوم قبل قص شريط مواجهة الثلاثاء المنتظرة على مستوى العالم أمام منتخب الأرجنتين بنجومه وتاريخه الكبير على أستاد لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة في منافسات المجموعة الثالثة القاتلة برفقة منتخب المكسيك وبولندا لا تختلف كثيرًا عن تلك التي كانت قبل مونديال أمريكا 1994م ومن الممكن أن تتحول مثل هذه الضغوطات إلى عامل قوة غير مسبوق لنجوم منتخبنا إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي (فالمنجزات العظية غالبًا ما تتحقق من بوابة الصعوبات والضغوطات) بل هي محك حقيقي ليخرج كل نجوم منتخبنا ما لديهم من إمكانيات وقدرات، فبمثل هذه الصعوبات والمواقف القوية تحققت لرياضتنا الكثير من المنجزات على امتداد أكثر من خمسة عقود من الزمن وعلى كافة المستويات القارية والعالمية على العكس تمامًا وكما حدث في مونديال 2002م الذي سادت قبله حالة من التراخي والطمأنينة والثقة المفرطة فحدث ما حدث من انتكاسة تاريخية مؤلمة!
الثقة موجودة بكل نجومنا وقبل ذلك جهازهم الفني القدير بقيادة الفرنسي(Hervé Renard)الذي استطاع أن يمنح منتخبنا فوق المعشب الأخضر خلال الفترة الماضية شخصية مختلفة ومشبعة بالقوة والإرادة والعزيمة والصلابة دون النظر للمنتخب المقابل ودن التأثر بغياب أي اسم مهما كان وزنه وقدرته وإمكانياته الفنية كما حدث مع غياب أبرز ركائزه الأساسية التي ساهمت معه في التأهل على فترات متقطعة كالمولد فهد وعطيف والمالكي ومحمد كنو وصالح الشهري والغنام سلطان.
بل أن نجوم منتخبنا تحت قيادة هذا الداهية بأسلوبه وخبرته وشخصيته وفكره العالي يعرف كل منهم واجباته الدفاعية والهجومية ويعرف دوره المرسوم وهذا يتطلب أيضًا أن يضاعف نجومنا من تفاعلهم معه خلال المواجهات القادمة بكل عزيمة وجسارة وإصرار وعليهم أن يدركوا أن المواجهة الأولى هي الأقوى وهي المنتظرة وأن هناك أكثر من خمسين ألف مشجعًا احتشدوا ليكونوا بأستاد لوسيل لهم بعد توفيق الله سندًا وعونًا داعمين ومشجعين.
فاصلة:
لا شيء مستحيل في كرة القدم في ظل الدعم الكبير من قبل الجميع فإذا أراد نجومنا وضع بصمة في مثل هذه التظاهرة العالمية تتذكرها الأجيال القادمة بفخر فعليهم ومن الآن احراق مراكب العودة والنظر للإمام البحث عن الانتصار فقط.




http://www.alriyadh.com/1983377]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]