كانوا في السابق إذا أرادوا ان تتبعهم بلد ما وترضخ لمتطلباتهم و"أيدولوجياتهم" الفكرية والسياسية، يمارسون معها الضغوط التي تنطلق من "ضد الديمقراطية" و"انتهاك حقوق الإنسان"، هكذا كان التسلط الغربي بالتهديد الدائم عبر الوسيلتين المذكورتين، بحيث لم تسلم منه بلدا بعينه.. بل شمل بقاع العالم كله.. وزاد الأمر مع انهيار الاتحاد السوفيتي 1991، حيث أصبح العالم إزاء تخويف ثقافي يغلّف بحقوق ومتطلبات كوسيلة للضغط والتهديد.
الآن الصورة تجاوزت الديمقراطية المطلوبة، بل بلغت حدود الأخلاقيات والمثل، كما هو الحال الآن بالسماح بالمثلية وعليك أن تنفذ ما يريدونه أو أنك متخلّف.. وجب تغييرك.. انطلاقا من مشروع أكبر مما نتخيل فهناك سياسيون قادة واقتصاديون مهمون وقنوات تلفزيونية وصحف ذات تأثير كبير تتبنى مشروع نشر المثلية والاعتراف الكامل بها والسماح بها وتفعيلها حتى تربويا في المدارس.. يريدون أن يبثوا ما أرادوه لمجتمعهم.. يفرضونه على الآخرين قسرا.
المخزي أن إشكالية الشذوذ أو ما يسمونها بالمثلية قد تجاوزت حدود "مبتلون مستترون" كحالة خاصة يجب التعامل معهم كمرضى، بل تجاوزت في العقدين الأخيرين لتكون ممثلة بمجموعات تسعى للاعتراف بها وقد فعلت دول غربية كثيرة ذلك.. لتبلغ حد أنها وفقا لأجندتها وكأنها نهج أيدولوجي، تجاوزت الاعتراف لتصبح من أساسيات دساتيرهم ومناهجهم التربوية.. رغم أن الفئة التي يطلقون عليها المثلية محرمة تماما في كل الديانات السماوية والوثنية والأعراف الأخلاقية.
يريدون أن يتبناه كل تجمع عالمي وعلى الآخرين أن يقبلوا به على أراضيهم.. كما يفعلون الآن مع قطر وهي تحتضن كأس العالم.. أو من خلال شكواهم من دول عربية بقولهم أنها لا تعترف بالشذوذ والمثلية.. ومطالبتهم يرفعونها كمواقف سياسية دنيئة وحقيرة.. لتكون مواقفهم تلك أيضا تدخل في خانة الشذوذ التعاملي.
أصحاب ذلك التهديد كانوا يدركون وما زالوا أن هناك بلدانا عصية على دعواتهم ملتزمة بما يمليه عليها دينها وأخلاقها لتكون سدا منيعا لكل ما هو ليبرالي فاسق أو شيوعي مغلق، لذا فالاستجابة للثقافة المستوردة والقفز إلى أحضان الليبرالي الغربي ما هما إلا دليل على ضعف داخلي لم يقع فيه إلا تلك الدول الرخوة التي لم تنطلق من أسس دينية أو ثقافية راسخة.
المهم في القول إن لحظة الحقيقة حضرت أمام الناس جميعا، فهم بدعوتهم الشاذة يريدون الآن أن يضربوا المجتمعات ويفككوها ويقضون على الأسرة، ولكن هيهات أن نرضخ لهم، بعد أن زدنا فخرا بقادتنا وأهلنا في السعودية الأبية حينما كانوا من أوائل من قال "لا" خالصة متميزة في وجه السماح لو شكلا بنشر هذه المأساة الأخلاقية ومن يريد أن يصطنع معها تسامحا.. ليدركوا أنهم لن يبلغوا ما يريدونه من إسفاف يطيح بكرامة الإنسان ويضعه في درجة أقل من الحيوان.




http://www.alriyadh.com/1985363]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]