بخلاف العلاقات الدولية التقليدية، تستحق العلاقات السعودية الإماراتية أن تكون نموذجاً يُحتذى به في القوة والترابط والأخوة، التي تجعل الشعبين الشقيقين، كأنهما شعب واحد، متماسك إلى أبعد مدى، وليس في الأمر سر، إذا عُرف أن الدولتين ترتبطان بأواصر تاريخية قديمة، وعادات وتقاليد وخطط ومصير مشترك قائم على المصالح المشتركة والمواقف التي تحقق تكامل الرؤى بين الرياض وأبو ظبي للتعامل مع الحاضر وبناء مستقبل مشترك مزدهر ومتنامٍ.
وتظهر ملامح قوة العلاقات بين البلدين في الاحتفاء باليومين الوطنيين للمملكة ودولة الإمارات، ففي هاتين المناسبتين، تتبادل قيادتا البلدين التهاني في مشهد استثنائي، عنوانه الود والتآخي والشعور الطبيعي بعمق العلاقات، التي صنعها تاريخ طويل من التقارب والتفاهم بين البلدين الشقيقين.
وتأكيداً على عمق العلاقات بين البلدين، وروح الأخوة والصداقة والمحبة بين الشعبين، تحرص المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً، كل عام بالتزامن مع اليوم الوطني الإماراتي، على مشاركة الأشقاء والإخوة في الإمارات احتفالاتهم بهذه المناسبة العزيزة، ولتكون جزءاً من الحدث الغالي والعزيز للشعبين، وهذا ما حدث بالأمس، في الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات الشقيقة، حيث تبادل شعبا الدولتين التهاني والتبريكات في مشاهد أخوية، من الصعب التفريق فيها بين مواطن سعودي وآخر إماراتي، فالكل سعيد والكل يحتفل.
وتوطدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكلها الرسمي؛ بفضل جهود المغفور لهما الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وشهدت هذه العلاقات تطوراً يوماً بعد آخر، إلى أن وصلت اليوم إلى ذروتها في الشراكة الاستراتيجية الكاملة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
ويبقى للزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين والحرص على التواصل والتنسيق الدائم بينهما، وتوحيد الرؤى دور كبير في تعزيز قضايا التعاون الثنائي وتبادُل وجهات النظر، بشأن عددٍ من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، ودراسة مستجدات الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والشرق الأوسط، والجهود المبذولة لإيجاد تسويات سياسية للأزمات والتحديات التي تواجهها، بما يكفل تحقيق السلام والاستقرار للمنطقة وشعوبها.
ويمكن التأكيد على أن قوة العلاقة بين الرياض وأبو ظبي هي صمام الأمن والأمان في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية، من خلال تفاهمات تراعي المصالح العامة، رؤى ثابتة، وتنسيق بلغ مداه، تجني ثماره اليوم شعوب المنطقة.




http://www.alriyadh.com/1985626]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]