بعد تدهور مؤشرات الأمن واحتدام الصراعات السياسية لمدة طويلة من الزمن تجاوزت أكثر من أربعين عاماً، متصلة بأوشاج طائفية ومذهبية ومناطقية، تحول العراق المتدامي بسبب ذلك ساحة قتال ومقابر جماعية.
لا شك أن الجمهورية العراقية حاولت بجهد القضاء على القوى المتطرفة الإرهابية التي جعلتها في تراجع عن مسارات التنمية، وقوضت خطواتها، وساهمت في هجرة المواطنين العراقيين وأسرهم، ولكنها رغم هذا التأخر الطويل بذلت محاولاتها في تحسين معيشة الشعب وتحقيق التنمية المستدامة، وظل الشعب العراقي إثر كل ذلك يحلم بعودة السيادة الوطنية للدولة العراقية واستقرارها وسلامتها.
في البصرة التي أبصرت الطريق وأثناء افتتاح كأس خليجي 25 حتى تتويج العراق بطلاً لها، عاد العراق الذي رغم كل ما يعانيه من جراح نازفة إلى الحضن العربي كابن من أبناء دول الخليج العربي، فبلاد الرافدين استخدمت كل القوى الناعمة لتواجه مساعي التطرف، وكل المحاولات التي شنت لثنيها عن إرادتها التي تقوّت بشعب عراقي عظيم ينشد السلام ولا غير ذلك، ولا يعترف إلا بلغة التعايش المشترك جنباً إلى جنب مع إخوته، محتفلاً ومعتزاً وشامخاً بدماء عروبتهم الواحدة.
عراق الحضارات الأبية يمضي قدماً تجاه السلام، وقد بقي على عهده واستند على تاريخه كبلد إسلامي من خلال الكتاب السماوي المنزل، اعتزازاً منه بلغة القرآن -اللغة العربية- عبر التغيير الإيجابي الذي نلمسه اليوم بعيداً عن لغة العنف، ستساهم هذه المبادرات -بالتأكيد- في حل كل الأزمات لدولة العراق، خاصة أن العراق احتل المرتبة الـ16 عربياً و154 عالمياً في مؤشر السلام العالمي خلال الربع الأول من العام 2022 بحسب معهد الاقتصاد والسلام.
فيما تشهد العلاقات السعودية - العراقية منطلقات إيجابية خلال هذه الفترة بحسب توجيه قيادتي البلدين الشقيقين، أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية في المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخراً في العاصمة العراقية بغداد أن المملكة والعراق يعملان بخطى وثيقة على استمرار الزخم في العلاقات الثنائية، وتعميق التنسيق والتعاون خاصة في الجانبين الاقتصادي والتنموي.
كما تتجه المملكة إلى معالجة أي أوجه خلاف بهدف تحقيق الرخاء والازدهار الذي يسعى إليه البلدان من أجل تحقيق المستهدفات التنموية، إلى جانب تفعيل مجلس التنسيق المشترك الذي يعمل على زيادة المشروعات في العديد من المجالات.




http://www.alriyadh.com/1995872]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]