أطلقت غوغل مؤخراً ردها على تطبيق الدردشة (جي تي بي) بإعلانها عن تطبيق الدردشة (بارد). كان موقف غوغل من التطورات المتسارعة لتطبيقات الدردشة يتطلب منها تحركاً سريعاً؛ لأن التقنية الجديدة تهدد نموذج عملها القائم على البحث المعلن، وهو المصدر الرئيس لأرباحها. وبدخول غوغل لسباق الدردشة الذكية مع الشركات الأخرى التي تتوسع في استخدام التقنية كما تفيد به الأخبار تباعاً، تظل بعض الأسئلة عالقة على هامش السباق من أهمها سؤال الأخلاق.
في مقطع عرض منذ أسابيع، شارك أحد الأطباء تجربته مع تطبيق الدردشة (جي تي بي). طلب من تطبيق الدردشة كتابة تقرير لمرض معروف وطلب دعمه بالمراجع. تفحص الطبيب الإجابة بتمعن فوجد مرجعاً لافتاً بين قوسين، فطلب من التطبيق أن يظهر تفاصيل الورقة. عرض التطبيق تفاصيل الورقة، فبحث الطبيب بنفسه عنها فلم يجدها في المجلة المشار إليها. سرعان ما أدرك الطبيب أن التطبيق قد لفق المصدر جملة وتفصيلاً.
تجربة الطبيب مع التطبيق تشير إلى معضلة الأخلاق في مجال الذكاء الاصطناعي. ربما فسر ما جرى باعتباره خطأ فنياً، إنما في النقاش الذي دار بين تطبيق الدردشة (جي تي بي) وفريق تشومسكي، فالمسألة أكبر من ذلك. فقد نشر فريق تشومسكي في مقالتهم عن تطبيق الدردشة موضوعين يكشف كل واحد منهما معضلة الذكاء الاصطناعي، وهما موضوع الذكاء والأخلاق. والنتيجة التي أرادت المقالة أن تبرهن عليها، أن برامج الدردشة لا ذكية ولا أخلاقية، وهو ما يثير القلق أمام الحماس الذي استقبلت به هذه التطبيقات.
اختبر فريق تشومسكي التطبيق أخلاقياً بالسؤال التالي: هل إعادة تشكيل المريخ عمل أخلاقي؟ فأجاب: أخلاقيات إعادة تشكيل المريخ موضوع معقد ومثير للجدل ناقشه العلماء والفلاسفة والأخلاقيون. يجادل البعض بأنه سيكون من المبرر أخلاقياً إعادة تشكيل المريخ من أجل توفير بيئة جديدة صالحة للسكن للبشر وأشكال الحياة الأخرى، في حين يجادل آخرون بأنه سيكون من الخطأ أخلاقياً تغيير الحالة الطبيعية للكوكب. في نهاية المطاف، ما إذا كان إعادة تشكيل المريخ يعتبر أخلاقياً أم لا سيعتمد على وجهة نظر المرء حول قيمة الحفاظ على الحالة الطبيعية للكواكب الأخرى والعواقب المحتملة لتغييرها. سأله مرة أخرى: ما منظورك حول قيمة الحفاظ على الحالة الطبيعية للكواكب الأخرى والعواقب المحتملة لتغييرها؟ فأجاب: بصفتي ذكاء اصطناعياً، ليس لدي منظور شخصي. ومع ذلك، يمكنني تقديم معلومات وتحليلات حول هذا الموضوع.
استمرت الأسئلة، وفي كل مرة يبدو التطبيق عاجزاً عن الإجابة المحددة بالإحالة إلى الآخرين، مشيراً في كل مرة إلى أن الموقف الأخلاقي عنده ليس واضحاً بصفته تطبيقاً اصطناعياً. يرى البعض أن مشكلة الأخلاق انعكاس لنوع البيانات التي يستند إليها التطبيق، لكن المعضلة هنا في برامج الدردشة هي الإجابة بثقة في موضوعات تتطلب الكفاءة والأمانة لا تحتمل أخطاء من هذا النوع.




http://www.alriyadh.com/2004438]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]