في إطار جهود المملكة في احترام الآخرين، والتنوع، ونشر ثقافة السلام وقيم التسامح، والحوار، ومحاربة الكراهية الدينية، إلى جانب محاربة كل أشكال التطرف الذي رسم معالمه الفعل المستهجن الذي أقدمت عليه مجموعة في الدنمارك بحرقها للمصحف الشريف أمام السفارة التركية في كوبنهاغن في شهر رمضان المبارك الحافل بالخصوصية الدينية لدينا كمسلمين، فهو شهر الخير والتقرب إلى الله بأحسن الأعمال، حيث أنزل فيه القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في خير ليلة من ليالي السنة وهي "ليلة القدر".
هذه الأعمال المسيئة تقف خلف عدم اتزان معيار السلام ومبادراته التي تحمل كل قيم الحوار الإنساني التي تستند على القانون الدولي، حيث إن استمرار الإقدام على هذه الأفعال المشينة يساهم في زعزعة الاستقرار الذي يولّد النزاعات، ويجعلنا نواجه كل التحديات التي تعصف بالسلام وما يدعم ثقافة التعايش الإنساني الذي تنشده الدول جميعها.
الاستراتيجيات التي تنطلق منها المملكة في احترامها للأديان تؤكد التزامها بالمقاصد الماثلة في ميثاق الأمم المتحدة، والتي تشكل كينونة السلام بركائزها الأساسية: العدالة، والتنمية، وحماية حقوق الإنسان.
دأبت المملكة في تقويض كيان الإرهاب والعنف، ونشر التسامح والحوار بين الأديان والثقافات بتنفيذ العديد من البرامج لمجابهة التطرف، وحماية الأجيال المقبلة من الأيديولوجيات الهدامة بتعزيز التربية والتعليم في النشء عبر إنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، حيث تسعى المملكة من خلال مراكز الفكر والحوار لمد جسور الحوار والتواصل بين أتباع الأديان والثقافات عبر برامج عديدة على المستوى الوطني متمثلة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وعلى المستوى الدولي من خلال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي كانت له جهود دولية في محاربة الكراهية من خلال تعريف شعوب العالم بدور المملكة الحقيقي في إرساء قيم التسامح والتواصل ونبذ جميع أشكال الكراهية وقبول التعددية وإبعاد كل ملامح التطرف والتفرقة بين الشعوب والثقافات الأخرى.
إن القادة الدينيين يشكلون البؤرة الحقيقية لإفشاء ثقافة السلام استناداً لخطاباتهم الدينية وتأثيرهم البالغ من خلال مشتركاتهم الداعية للسلام، والتي في الوقت ذاته تكافح كل الأفكار السلبية التي ظلت لوقت طويل تساهم في احتدام الصراع الإنساني.




http://www.alriyadh.com/2004563]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]