في يناير 2019 وأثناء حضورنا لأهم مؤتمر صحفي وضع خارطة الطريق للترفيه بالسعودية، أعلن معالي المستشار تركي آل الشيخ عن عودة أشهر ثنائي درامي سعودي النجمين الذهبيين عبدالله السدحان وناصر القصبي، إعلان قد ينظر له الكثيرون من زوايا متعددة، وقد يقتصر فهم البعض لكون الإعلان مجرد عودة لمسلسل درامي شهير وهو «طاش».
أنا هنا أكتب وبحكم قربي من طاش بكافة طواقمه منذ بدايات انطلاقته حتى توقفه تقريباً، هذا القرب لظروف متعددة، العودة لا تعني مجرد جمع السدحان والقصبي بعمل رمضاني وانتظار معجزة لكي يقنعونا بعمل فني خارق، يشابه على الأقل أجزاء عديدة من طاش «ولدت» في ظروف صعبة وتجاوزت في تلك الفترة الخطوط الحمراء في حرية الطرح والفكر وتسببت في أحيان كثيرة لاستقصاد النجمين وتناول أكثر خطب الجمعة في العقدين الماضيين للحديث عنهما بسلبية وبصورة مباشرة بضغط من التيار القوي الذي كان يتسيد المشهد الحياتي بكافة مجالاته بالسعودية من أكثر من ثلاثة عقود.
أعرف أن «طاش العودة» من حلقاته الأولى لن يكون عملاً خرافياً وأعرف أن الظروف تغيّرت وأن حتى قرار النجمين بتوقف العمل قبل عدة أعوام راجع لقناعات بأنهم قدموا ما لديهم وطبيعي أن تصل وتزداد الخلافات لأن علاقة القصبي والسدحان ترتبط بشراكة مالية من خلال مؤسسة الهدف المالكة لإنتاج المسلسل، وأي علاقة تجارية من الطبيعي أن تصاب ببعض الظروف والخلافات، لذلك لنتحدث عن جانب مختلف بعودة الثنائي السدحان والقصبي!
القيمة الفنية للثنائية الشهيرة بين عبدلله السدحان وناصر القصبي هي التي جعلت معالي المستشار وفي المؤتمر الشهير يبادر بدعوة وعودة الثنائي الأشهر وبدون مبالغة ليس محلياً ولكن عربياً، وهذه حقيقة كنت ألمسها فنياً وإعلامياً عند حضوري للملتقيات الفنية العربية وبدون أي مجال للمجاملات لكون هناك حقيقية مهمة أن عمل «طاش» هو أشهر عمل سعودي خليجي بقيمته الفنية العالية وبأجزائه المتعددة وهو العمل الذي كرس مفهوم «الفترة الذهبية» في التلفزيونات العربية وهي فترة ما بعد الإفطار مباشرة!
العودة لا تعني عودة مسلسل أو عمل درامي غاب لظروف وعاد ويجب أن تكون عودته خارج المألوف، هي تأصيل لإرث فني درامي سعودي وإبراز لقيمته الثقافية، كما هو معمول حالياً في استراتيجيات هيئة الترفيه التي يدعمها معاليه بتكريم الرموز وإعادة النجوم وتوفير البيئة الفنية المناسبة ودعمها وتسهيل كافة الظروف، لأن المكنون الثقافي والقيمة الثقافية والحضارية للمجتمع السعودي ليس جديدة وإنماً هي المرتكز الأساسي الذي اعتمد عليه عراب الرؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- في الإشارة باستمرار لقيمة الإنسان السعودي ودوره في أي عمل تطوري يحقق الطموحات.
الكل يعرف أن معالي المستشار تركي ينادي باستمرار بعدم شكره لأي عمل إبداعي يقوم به، ولكن مع المبادرات الكبيرة التي أطلقها وفاقت التوقعات في خارطة قطاع الترفيه، نقول إنه بالفعل وبتجرد وبعيداً عن أي تفسيرات، نعجز عن شكرك وتفانيك في تنفيذ توجيهات القيادة الحكيمة بكل احترافية وإخلاص، ونقدر لك بُعد النظر في تقدير الإرث الفني والثقافي السعودي وإبرازه بحلة جديدة وتتناسب مع السعودية الجديدة، ونقول «أهلا بطاش العودة» بعيداً عن التفاصيل الفنية والنقدية له.




http://www.alriyadh.com/2004577]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]