تكمن أهمية الشاعر في حضوره الجميل من خلال اللقاءات والمناسبات والمهرجانات والمسابقات الشِّعرية التي تعزز من مكانته الأدبية وقربه أكثر من الجمهور والتواصل معهم من خلال «الميديا» التي أصبحت متاحة لأي شاعر في أي مكان في العالم وفي أي وقت.
ونشاهد في العديد من المسابقات الشِّعرية خاصة حضور الشاعر.. فهناك من يحضر باسمه، وهناك من يحضر بشعره، وهذا الأمر حقيقة واقع وملحوظ في الكثير من المسابقات الشِّعرية على وجه التحديد.
ومن يحضر باسمه في مثل هذه المسابقات ويكون معتمداً اعتماداً كبيراً على رصيده الشِّعري السابق، وغير محضّر لمثل هذه المسابقات الشِّعرية من جديد قصائده، ويشارك ببعض القصائد التي سبق أن نالت على رضى واستحسان الجمهور سابقاً، وربما أن مثل تكرار هذه القصائد قد يحسب على الشاعر وتقلّل من نجوميته ووهجه الشِّعر.
فتكرار القصائد مهما كان جمالها وعذوبتها وحلاوتها تجعل المتلقي غير متفاعل مع ما يقدمه الشاعر في مثل هذه المسابقات الشِّعرية التي ربما قد يكون الشاعر في حاجة إلى التفاعل والقبول لما يقدمه أكثر بكثير عن السابق.
وقد يتفاجأ شاعر المسابقة من تجاهل الجمهور له وما قدمه ليس عيباً في قصائده أو عدم جمالها ولكن بسبب اعتماده على اسمه وما قدمه في السابق.. فالوصول إلى القمّة أمر سهل ولكن تمكن الصعوبة في المحافظة عليها.
أما بالنسبة للشاعر الذي يحضر بشعره مهما كان رصيده الأدبي وقوة أو ضعف جمهوره إلا أن هذه المسابقة ربما قد تكون فرصة سانحة له من خلالها لحجز صفوف أولية متقدمة مع زملائه الشعراء، ويحظى بالحضور القوي والمشرف وكسب ذائقة الجمهور من خلال حضوره الشِّعري، أو تقديمه للقصائد الجديدة الجميلة والمتميزة التي تزيد من رفع أسهمه في مجال الشِّعر.
وهنا يمكننا خلاصة القول بأن الشاعر الذي يحضر باسمه ربما لا يكون التوفيق حليفه، ويصدم بأن الجمهور لم يتفاعل معه مهما كانت قوة شاعريته.. فالمتلقي أصبح أكثر وعياً.. أكثر فهماً.. أكثر فكراً.
أما الشاعر الذي يحضر بشعره ويتعب على ما يقدمه من الجديد والمتميز –حسب وجهة نظري- أن فاله التوفيق والنجاح، وربما يكسب الرهان على النجومية والمضي قدماً.. فالكل مجتهد نصيب.
قبل النهاية للشاعر حمد السعيد:
كيف لا جيت بكتب احترق بلهبي
شمعةٍ ما تحس بعمرها .. من تسيح
كل شاعر ترى لو هو تشاطر غبي
يطرب الناس شعره وهو جروحه تصبح




http://www.alriyadh.com/2004583]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]