خبر جميل مضمونه موافقة مجلس الشورى الموقر على مشروع نظام يلزم الجهات الحكومية وغير الحكومية باستعمال اللغة العربية، ووضع ضوابط محددة للحالات التي يجوز فيها استعمال غيرها. الهدف زيادة اعتزاز أفراد المجتمع بلغتهم العربية وتعزيز الهوية، وسد الفراغ التشريعي الموجود المتمثل في عدم وجود نظام متكامل يعزز استعمال اللغة العربية كما جاء في الخبر.
نعم هو خبر جميل وقرار مهم حتى وإن جاء متأخرا أو دارت حوله بعض التساؤلات، من هذه التساؤلات تساؤل حول الجهة التي ستضع الضوابط للحالات التي تجيز استعمال لغة غير اللغة العربية، يبدو أن صياغة الخبر لا تقدم معلومة واضحة تحدد هذ الجهة، ومن التساؤلات حول هذا الموضوع كيفية التعامل مع مسميات باللغة الإنجليزية لبعض المحلات والأسواق والمطاعم والفعاليات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، هل يشملها هذا القرار؟ وإن كان كذلك، هل سيكون بأثر رجعي؟ ما المبرر الذي يجعل عنوان البرنامج الإذاعي باللغة الإنجليزية بينما محتواه باللغة العربية والمتلقي عربي؟!
هذا المشروع جاء استجابة لبعض الحالات التي يتم فيها استعمال لغة أخرى دون ضرورة لذلك سواء في الندوات والمخاطبات أو حتى في التقديم للوظائف حيث تقدم السيرة الذاتية باللغة الإنجليزية. وإذا كانت اللغة الإنجليزية مثلا مطلوبة لطبيعة العمل فلماذا لا تكون السيرة الذاتية باللغتين العربية والإنجليزية؟ وفي الندوات والمؤتمرات يتوفر الحل في الترجمة الفورية. هل النظام الجديد يشمل الجوانب التي ذكرتها أم أنا خرجت عن الموضوع؟
الملاحظ أن التساهل في استعمال اللغة العربية وصل إلى المحادثات اليومية، كما يلاحظ على مخرجات التعليم أن اللغة الأجنبية لبعض الخريجين أقوى من لغتهم العربية، ومهاراتهم في التواصل مع الآخرين يغلب عليها اللغة الأجنبية.
التفاؤل موجود باستراتيجية وزارة الثقافة لخدمة اللغة العربية ومن خلال مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية انطلاقا من رؤية المملكة 2030 التي تعزز الاهتمام باللغة العربية كونها ركنا رئيسا في مكونات الهوية الوطنية.
اللغة العربية جميلة وغنية وهي ثقافتنا وتاريخنا وهويتنا، ولعل قرار مجلس الشورى فرصة للمراجعة والتأمل خاصة في برامج التعليم سواء في مراحل التأسيس أو في المرحلة الجامعية بهدف تقييم مستوى التعليم والمخرجات وتحديدا في موضوع اللغة العربية.
إذا كان انتشار اللغة يعبر عن قوة البلد فنحن بلد قوي له مكانته المؤثرة في خريطة العالم.. الزائر لبلدنا أو القادم للعمل يهمه أن يتعلم لغة جديدة وهي أحد مكاسبه من الإقامة في المملكة فإذا كنا نخاطبه بلغته فلن يستفيد ولن نساهم نحن في تقدير لغتنا وانتشارها.




http://www.alriyadh.com/2004817]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]