شهدت العلاقات السعودية - العراقية نقلة نوعية تجسدت بالزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى التي تمت وسط حراك متبادل استهدف توثيق العلاقات الثنائية، ومن هذا المتغير الجديد جاءت النقلة النوعية السعودية - العراقية لتعيد تشكيل العلاقات إثر دلالات أسفر عنها التوقيت والظرف الإقليمي الذي تمت فيه، حيث تسارعت وتيرة الحضور الدبلوماسي النشط في المملكة التي انتهجت مبدأ الوفاق السياسي والتقاربات المبنية باتجاه العمق العربي والإسلامي، وهو بالتأكيد هدف رئيس نابع من منطلق العلاقات بين العاصمتين الإقليميتين المهمتين الرياض وبغداد، التي شهدت تطوراً ملموساً.
المملكة حريصة على دعم جهود العراق في التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب، وتؤكد على ضرورة احترام سيادته ووحدة أراضيه، وهو ما تجسده السياسة السعودية الداعمة دوماً للاستقرار الإقليمي والدولي، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
نجاح المرحلة الجديدة جاء بشكل استثنائي نتج عنه توقيع عدة اتفاقيات تمت من الدورات الأربع السابقة بالإضافة إلى مذكرات تفاهم تصب في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، أما في إطار أعمال الدورة الخامسة لمجلس التنسيق السعودي - العراقي التي عقدت أمس في محافظة جدة والتي جاءت استناداً إلى الروابط والوشائج الأخوية الراسخة والتاريخية التي تجمع بين المملكة وجمهورية العراق عبر نقاط التقاء في المجالات المختلفة ولا سيما السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية والسياحية والطاقة.
في مرحلة بلورة العلاقات الاستثمارية لمستوى ما يمتلكه البلدان من فرص ومشروعات استثمارية واعدة، وتحفيز القطاعين الحكومي والخاص للوصول إلى تبادلات تجارية واستثمارية نوعية بما تحقّق من طموحات الشعبين عبر إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة ودعم الشركات للدخول في المنافسات الحكومية وحجم التجارة البينية بين البلدين الشقيقين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري (1.5) مليار دولار لعام 2022م بنسبة ارتفاع (50 %) مقارنةً بالعام 2021م، الذي يعكس عمق واستدامة العلاقات الاقتصادية بين المملكة وجمهورية العراق.
تأتي أهمية تعزيز العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين في المجالات كافة، والمضي بها قدماً لتتناسب مع طموحات ورؤى قيادتي البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز أمن واستقرار المنطقة، ويدفع بعجلة التنمية لما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين ويحقق رفاهيتهما.




http://www.alriyadh.com/2014178]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]