مهنة التمريض مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، صحيح أن من يمارس هذه المهنة يقوم بدور مساعد للطبيب في تقديم العلاج اللازم ولكنه دور طبي ونفسي وإنساني يتطلب المتابعة المستمرة لحالة المريض الصحية.
شخصياً، عشت تجربة البقاء في المستشفى لعارض صحي، فكانت خدمة التمريض تحيطني بجو من الراحة النفسية والتفاؤل، لماذا؟ لأن تعامل الممرض أو الممرضة تعامل إنساني معنوي قبل أن يكون تعاملاً طبياً، هذه مهمة ليست سهلة، التعامل الطبي علم وخطوات وإجراءات واضحة، أما التعامل الإنساني فهو فن يتطلب مهارات مختلفة في مقدمتها الابتسام والتحدث مع المريض بأريحية وأساليب مقنعة وليس بطريقة الأوامر الصارمة، تتضمن تلك المهارات الإنسانية كيفية التعامل مع أسرة المريض.
الجوانب الإنسانية للتمريض تتوفر في من يقدم على هذه المهنة برغبة صادقة وليس كحاجة لوظيفة، التعامل مع الأطفال وذوي الإعاقات وكبار السن، وتقديم العناية الطبية أثناء الكوارث أو الحروب، كل ذلك يجعل مهنة التمريض مهنة عظيمة ذات مسؤوليات ومهام مختلفة عن أي مهام أخرى.
علينا أن نتذكر أن من يقوم بمسؤوليات التمريض إنسان يحتاج هو الآخر إلى لمسات إنسانية، إلى الشكر والتقدير والتعامل المحترم، لا تقل إن هذه وظيفته وواجباته التي يؤجر عليها، الراتب لا يلغي حاجة الموظفين إلى الجوانب المعنوية فكيف بمهنة التمريض التي تعد من أكثر المهن التي تفيض بالعطاء.
وعلينا أن نتذكر أيضاً فئة أخرى من الذين يقومون بخدمات التمريض، جنوداً مجهولين في بيوتنا يقومون بهذه الخدمات مع كبار السن، جنوداً من الأمهات والأبناء والبنات والزوجات والأحفاد، تعلموا بالقراءة والممارسة كيفية العناية بكبار السن، جنوداً يمارسون الحب والعطاء والإخلاص بدون مقابل لكنهم لا يستغنون عن كلمات التقدير، هم بحاجة للحب والدعم المعنوي، هم لا يبحثون عن ذلك التقدير لكنهم يستحقونه.




http://www.alriyadh.com/2014286]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]