مازال الوضع في السودان غير مستقر رغم الجهود المبذولة من أجل إيقاف آلة الحرب والجنوح إلى السلم، فالوساطة السعودية - الأميركية قامت بجهود من أجل إيقاف نزيف الدم السوداني - السوداني، ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوداني الذي يعاني أوضاعاً صعبة جراء المعارك الدائرة بين طرفي النزاع.
السودان بكل إمكاناته وموارده الطبيعية والبشرية كان من الممكن أن يكون في وضع مختلف عمّا هو عليه الآن، فوجود الأراضي الشاسعة القابلة للزراعة والمراعي الملائمة للثروة الحيوانية والمعادن المختلفة، يجعل من السودان دولة منتجة غنية، ولكن عدم وجود التوافق السياسي والانغماس في المعارك السياسية لم يقدم للسودان شيئاً سوى البعد عن التنمية الحقيقية التي كان من المفترض أن تكون هدفه الأول من أجل أن يكون في موقعه الحقيقي، فالمهاترات السياسية أضاعت سنوات طويلة من التنمية على السودان والسودانيين، كان من المفترض أن تستغل أفضل استغلال مع كل الإمكانات التي ذكرت آنفاً، والفرصة لا تزال موجودة، لكنها تحتاج إلى نوايا صادقة لإخراج السودان من أزمته الحالية والبدء في مشروع وطني متكامل يضع المصالح السودانية العليا فوق أي اعتبارات أخرى، والبداية تكون من توافق سياسي شامل يجمع مكونات الشعب السوداني من أجل وضع آليات تفضي إلى البدء في عملية سياسية قد تكون معقدة بعض الشيء لكنها ممكنة في الوقت ذاته حال تغليب صدق النوايا، بعد تلك العملية السياسية تبدأ عملية تنمية حقيقية هدفها السودان دون غيره، وهو أمر ممكن جداً أن يحصل خاصة أننا نعرف حب السودانيين لبلدهم ورغبتهم الحقيقية في بنائه وأخذه إلى التقدم والازدهار.




http://www.alriyadh.com/2014329]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]