يحظى ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية برعاية واهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، فموسم الحج ورحلات العمرة هما من أولويات الجهات المعنية في جميع القطاعات في المملكة وفق توجيهات القيادة الرشيدة، وعندما يتعلق الأمر بالحج، يكون هناك استنفار من الجميع سواء مسؤولين أو مواطنين؛ جميعهم مستعدون لتقديم كل الجهود للمساعدة في توفير الخدمات المتنوعة للحجاج، فخدمة هذه الشعيرة شرف عظيم لا يضاهيه شرف.
ومن ضمن هذه الجهود المتنوعة تلك الجهود التي يقوم بها المتطوعون؛ ففي كل عام نرى جهودًا تطوعية هائلة تبذل لخدمة الحجاج وتسهل موسم الحج، والتي تتولى الإشراف على تلك الجهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية فهي الوزارة المعنية بالمتطوعين أولئك الذين يبذلون انخرطوا في هذا العمل مدفوعين بحب الخير والرغبة في تقديم عمل إنساني وخيري يتضافر مع جهود الدولة العظيمة. هذه الجهود التطوعية الملهمة تبدأ رحلة التطوع مع الفرق التطوعية في كل عام من أجل خدمة ضيوف الرحمن من لحظات الوصول الأولى حيث يقدم المتطوعون خدمات استقبال الحجاج في المطارات والموانئ وتسهيل إجراءات وصولهم ومغادرتهم. ويضعون لوحات إرشادية وتوجيهية في الأماكن الحيوية للتسهيل على الحجاج في التنقل داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة بل في كافة المشاعر ومناطق زيارة ضيوف الرحمن.
أحد أهم الجهود التطوعية في الحج العمل الذي تقوم به الفرق الطبية التطوعية. تقدم الرعاية الصحية والدعم الطبي للحجاج طوال فترة الحج، ويقوم الأطباء والممرضون المتطوعون بتقديم العلاج والرعاية الأولية للحجاج والمساعدة في إدارة الحالات الطارئة، وتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية وتقديم النصائح الطبية للحجاج. إن الفرق الطبية العاملة بشكل تطوعي تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة وسلامة الحجاج وتوفير الراحة والرعاية لهم، كما تقدم الفرق التطوعية المعلومات والتوجيهات اللازمة للحجاج فيما يتعلق بموسم الحج والأعمال والتحذيرات الأمنية والصحية، كما يقوم المتطوعون بتقديم المساعدة في تنظيم الطوابير وتوجيه الحجاج للمواقع المقدسة والمناطق المختلفة. كما يقدمون النصائح والمعلومات حول كيفية الاستفادة القصوى من الوقت والموارد المتاحة لديهم.
يعمل المتطوعون أيضًا على تنظيم الإطعام والإيواء للحجاج في المخيمات والمساكن المختلفة. يقدمون وجبات طعام ومشروبات للحجاج وتوفير الإقامة المؤقتة للمحتاجين. كما يقومون بتوزيع الماء والمشروبات الباردة للحجاج في أيام التروية وأيام المشاعر، وذلك للمساعدة في تخفيف الحر والتعب.
علاوة على ذلك، تعمل الجهات التطوعية أيضًا على تعزيز الوعي والتثقيف بشأن السلامة والصحة خلال فترة الحج، ويقدمون المعلومات حول التدابير الاحترازية والنصائح الصحية للحجاج للوقاية من الأمراض وتجنب المخاطر، وتشمل هذه المعلومات توعية بأهمية النظافة الشخصية، والتطعيمات اللازمة، والتعامل السليم مع المشاعر والأماكن المقدسة.
وبالإضافة إلى ذلك، يقدم المتطوعون الدعم النفسي والروحي للحجاج، بتقديم المشورة والدعم العاطفي للحجاج الذين يمرون بصعوبات نفسية أو يعانون من الضغوط النفسية. كما ينظمون محاضرات وندوات توعوية حول الأعمال الروحية والقيم الإسلامية للحجاج.
تُعتبر هذه الجهود التطوعية في الحج مبادرات قيّمة وملهمة تعمل الجهات التطوعية على تطويرها كل عام. تعكس روح التضامن والمساعدة المتبادلة بين المسلمين، وتعزز مفهوم الخدمة العامة والإحسان الاجتماعي في الإسلام. إن تلك الجهود التطوعية لا تقدر بثمن، حيث تساهم في جعل تجربة الحج أكثر يسرًا وسلامة للحجاج، وتعكس قدرة المتطوعين من كافة الجهات التطوعية الحكومية والخاصة وغير الربحية على تنظيم وتنسيق الجهود لخدمة ضيوف الرحمن. تساهم هذه الجهود في بناء روابط التواصل والتعاون بين الأفراد والمجتمعات المسلمة والذين يفدون إلى المدن المقدسة في المملكة العربية السعودية، ومن جميع أنحاء العالم.
في الختام، إن الجهود التطوعية في خدمة ضيوف الرحمن تبرز قيم التكافل والتعاون في الإسلام، وتعكس التفاني والإخلاص للخدمة المجتمعية. إنها تعطي صورة مشرقة عن التضحيات والعمل الجماعي الذي يبذله المتطوعون في سبيل خدمة الحجاج والمعتمرين وتوفير بيئة آمنة ومريحة لهم أثناء أداء مناسك الحج والعمرة.




http://www.alriyadh.com/2019585]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]