ماذا تعني لك السعادة؟ وهل أنت عزيزي القارئ من الباحثين عن السعادة؟ وإذا كنت من الباحثين عن السعادة هل بذلت ما بوسعك لتكون سعيداً؟ في الواقع كل منا يأمل في السعادة، ويرغب أن يكون سعيداً، ولكننا نخفق في الحصول عليها. والأكيد أن السعادة ترتبط بخبرة الشخص، كذلك برغبته في الخبرة السارة واستمرارها. ويرى البعض أن معايير السعادة متشابهة، فالجميع يرغب في الحصول على المال، والصحة، وأسرة مترابطة، ووظيفة مرموقة، والإبداع، والإنجاز، ولكن في الواقع هناك اختلاف في مضامين السعادة بين الأفراد، فقد يرى مريض السرطان بعد أن تخف وطأة الألم لفترة بسيطة السعادة في لحظات الهدنة مع المرض، وقد يراها محروم من الأطفال لسنوات طويلة بطفل وحيد بعد حرمان، وهكذا، ولكن السعادة قد تكون ماكرة وتختفي من أمام أعيننا، والبحث عنها يتطلب أن نفرق بين المأمول من السعادة وتوقعاتنا الكبيرة منها، وبين فشلنا في الحصول عليها، لذلك قد نتجاهل السعادة كفعل ونبحث عن عناصرها.
لذلك مازلت أمارس عادتي القديمة في البحث عن أي كتاب يتحدث عن السعادة واقتنائه، ومنذ مدة وقع بصري على كتاب يتحدث عن السعادة التي شغلتني، واعتبرها دليلي لفهم الآخرين حولي، كان اسم الكتاب "اللصوص الخمسة للسعادة" للكاتب جون إزو، الذي تحدث فيه عن لصوص خمسة يسرقون سعادتنا، وقد استخدم صيغة لصوص كناية عن سرقة شيء يخصنا ونمتلكه، وفكرة لصوص السعادة تأتي على شكل أنماط فكرية ورؤى مشوهة نرى العالم من خلالها بطريقة مغايرة لحقيقتها، وفي كتب الفلسفة توجد فكرة أننا كبشر نتمتع بشعور طبيعي بالصواب وهي الفطرة السليمة، وهذه الفلسفة ترى أن هناك خمسة أنماط للتفكير وتدعى اللصوص الخمسة وهي: الغريزة، والجشع، والتعلق، والغضب، والخيلاء، وكلما سيطرنا على هؤلاء اللصوص كلما انسجمنا في حياتنا وسعدنا. فالأصل في الإنسان السعادة، فنحن نعيش ونبحث عن السعادة وهي بداخلنا متصلة بنا، ولكن يسرقنا لصوص لا ننتبه لهم، أشرار يغتالون سعادتنا خلسة دون أن نحس، تمتد سلطتهم وتستولي على الفطرة بداخلنا وتقص أجنحتها، لذلك لا بد من أن ننتبه لهم ونوقفهم دون إصدار الأحكام، ثم نختار مساراً جديداً، وهذا الوعي الداخلي ليس بسهولة أن تصل له ولكنه موجود ويجب أن نحاربه بالوعي والإرادة، وعودة لكتاب "اللصوص الخمسة للسعادة " تحدث المؤلف عن تفاصيل كثيرة وخارطة ترشدنا إلى سعادتنا، إنها مثل تأمل حلم، أو مثل مسرحية داخل مسرحية مثل التي نراها في (هاملت)، وهنا يأتي العطاء وهو المرتبة الأعلى للنفس البشرية، هو نوع من التجلي والنقاء الذي يؤكده جيم رون في مقولته "المبلغ الذي أعطيته ليس المهم، ما يهم هو ما يمثل هذا المبلغ لحياتك".




http://www.alriyadh.com/2022513]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]