نلحظ أن مراكز الدراسات تكاد تكون نادرة في المجتمعات العربية، والخليجية، على الرغم من أهميتها البالغة لرصد الظواهر الاجتماعية، وتوجهات الرأي العام، واحتياجاتهم في كافة المجالات، وأيضاً فيما يخص الابتكار والإبداع، وكافة المنجزات الخلاقة.
لهذا نجد أن المملكة العربية السعودية باتت تهتم بمراكز الأبحاث، وتتوسع فيها، سواء كانت عبر الجامعات السعودية، أو مراكز الأبحاث الخاصة بالقطاع الأهلي، لأننا حين نتأمل فيما يحدث في العالم من تطور، نجد أنه مرتبط كلياً بمراكز الأبحاث، فأي تطور أو اكتشافات علمية حديثة تكون ذات صلة بها، فاليوم بات العمل المؤسسي هو العمل القادر على إنجاز الأفكار بمستوى عالٍ من حيث الجودة، فالعقل الأحادي لا يمكن له أن ينجز عملاً جباراً وخلاقاً، كما هو الحال عندما تشترك في ذلك المنجز عدة عقول، والتي تسهم في تطوير الفكرة وبنائها بناء خلاقاً، لنجد أن المنجزات الحديثة اعتمدت على هذا النمط من العمل، حيث إنه لو كان هناك شخص قدم ابتكاراً معيناً فلا بد أن يساهم معه ما يسمى بالمطورين، وهو الأمر الذي نجده اليوم حتى على مستوى كتابة النصوص، وبالذات كتابة السيناريو الذي اعتمد اليوم على مدرسة السيناريو الأمريكي، في تراجع لمدرسة السيناريو الفرنسي، لدى كثير من الشعوب، والذي يعتمد - أقصد المدرسة الأمريكية - على ورش السيناريو، معتمدة على الكتابة الجماعية لمجموعة كتاب محترفين، أو على نص لكاتب ويكون رديفاً له مجموعة مطورين للنص.
هذا النمط من التفكير هو ما يعزز فكرة العمل المؤسسي المعتمد على أكثر من عقل في صناعة وتطوير الأفكار، وبهذا يمكن إنجاز أعمال خلاقة، مميزة ومبهرة للمتلقي، حتى لو كانت تلك الأفكار المطروحة أو النصوص المكتوبة مؤدلجة، أو خلاف ذلك، لكنها باعتماد هذه الطريقة في العمل قادرة على تحقيق التميز والجودة التي باتت اليوم تمثل مطلباً أساسياً لأي منتج إنساني سواء كان فكرياً أو ابتكارياً أو إبداعياً.




http://www.alriyadh.com/2024476]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]