تقرير (إكسبيديا) يرجح تأثير الأفلام والدراما وتفوقها على السوشال ميديا، وذلك فيما يتعلق باختيار الوجهات السياحية لعام 2023، لرغبتهم في زيارة مواقع تصوير أعمالهم المفضلة، ومن الأمثلة، مسلسل (إيميلي في باريس) ودوره في تنشيط السياحة الفرنسية..
سرقات سياح دول الخليج بما فيها المملكة لا تتوقف في أوروبا، وفي الصيف الحالي، تعرض مليونير كويتي لمحاولة سرقة ساعته الرولكس من داخل سيارته في شوارع لندن، والساعة تقدر قيمتها بحوالي 130 ألف دولار، والأمر نفسه تكرر مع رئيس تحرير صحيفة عربية ناطقة بالإنجليزية في برشلونة، ومعهما مؤثر سعودي في كان الفرنسية، فقد تمت سرقة مقتنياته التي قدرها بنحو 300 ألف يورو، والسبب تهاون وإهمال من إدارة الفندق الذي كان يسكنه، والذي قال: إنه سيطالبه بالتعويض، وباستثناء إسبانيا وفرنسا فأهل بريطانيا، وفق الإحصاءات المنشورة، هم أكثر الأوروبيين تعرضاً للسرقة داخل أوروبا وخارجها في عام 2022، ويعتبرون من السياح المستهدفين في إسبانيا بنسبة 13 % وفي أميركا بنسبة 5 % وفي كندا بنسبة 4 %، وقائمة الاستهـــداف تشمـــل المكسيــك وبيرو وإندونيسيــا والأرجنتيـن والبرازيل وكوستاريكا، وبنسب تتراوح ما بين 10 % و3,5 %، ما يطرح استفهاماً حول الأصول الحقيقية لمن يسرقون الخليجيين في لندن.
سرقة الساعات الفاخرة كانت في مرحلة سابقة مجال اختصاص لنوعية من المجرمين، ولكنها بعد أزمتي كورونا وأوكرانيا والتضخم وتردي الأوضاع الاقتصادية، أصبحت تدار بمعرفة عصابات دولية عابرة للقارات، وعن طريق الاستعانة بمجرمين عاديين ليس لديهم سجل إجرامي مقابل أجور رخيصة، ومن الأحياء المنغلقة على نفسها والبعيدة عن الرقابة الأمنية في الدول الأوروبية، وهؤلاء يقومون بانتزاع الساعات من الميسورين وأصحاب الجيوب المنتفخة، ومن ثم يبيعونها في السوق السوداء لمصلحة من يحركونهم، واستعراض الخليجيين في شوارع المدن الأوروبية، بالسيارات والساعات والإكسسوارات الثمينة، فيه استفزاز للزاهد قبل اللص، بخلاف أنه جعلهم أهدافاً سهلة وواضحة لأي أحد.
صحيفة (ديلي إكسبرس) البريطانية نشرت مؤخراً تقريراً عن أسوأ أماكن سرقة السياح، وقد شملت شارع لارامبلا وكنيسة ساغرادا فاميليا في برشلونة، وبرج إيفل ومتحف اللوفر، بالإضافة إلى كنيسة ساكري كول وكاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، ونافورة تريفي ومدرج الكولوسيوم في روما، وجسر كارل وساحة البلدة القديمة في براغ، ورغم معرفتي بعدم اهتمام غالبية السياح العرب بالسياحة الثقافية، أقول ومن باب العلم بالشيء إن الفرنسيين سرقوا منذ زمن (مسلة تيماء) ووضعوها في متحفهم الأثير، والحكومة السعودية لم تتوقف عن المطالبة بها، وبالتالي فسرقات الفرنسيين للعرب قديمة؛
لأنهم سبق وأن سرقوا آثار العرب قبل أموالهم، وفرنسا تصنف من بين أعلى دول العالم في جرائم النشل، وبواقع 283 حالة نشل لكل مليون سائح، ووصلت بها الجرأة إلى درجة تحويل نظام المجاري في باريس لوجهة سياحية، ويوجد مرض محصور في اليابانيين يسمونه متلازمة باريس، فالياباني إذا جاء إليها يصدم؛ لأن توقعـاته عنها لم تكن صحيحـــــة، ولو أنني أميـــــل مع من يعتقد بأن سارقي السياح في أوروبا، وتحديداً من ينشلون سياح دول الخليـــــج، معظمهم من شمال أفريقيا و أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية.
في عام 2014 وجد علماء أعصاب في مختبر الأعصاب البصرية، ومقره ولاية أريزونا الأميركية، أن النشاليـــــن يعملـــون على تصيد نقاط الضعف الحسي عند الشخص المستهدف، ومن ثم يشتتون انتباهه بالكــــلام، ويشغلونه بالتفكير في أمور تبعده عما يحاول النشال الحصول عليه، ويلجأ النشال إلى حيل يناور بها الضحية، وبما يساعده في تحديد أماكن وجود النقود أو الأغراض عالية القيمة، ومن ثم يختار الوقت المناسب لأخذها، وربما استخدم مهارة الإيحاء والتنويم المغناطيسي، لدفع الشخص على تقديم ما بحوزته من دون مقاومة وعن طيب خاطر، مثلما حدث في العراق خلال الفترة الماضية، والطريقة الأخيرة معروفة على المستــــوى الدولي، وتستخدمها وكالة المخابرات الأميركية في الاستجواب وبرامج تدريب الجواسيس، والسياسيون الغربيون يوظفون عبارات تنويم مغناطيسي في كلماتهم، للتأثير على الرأي العام وإدخاله في حالة من النشوة.
تقرير (إكسبيديا) يرجح تأثير الأفلام والدراما وتفوقها على السوشال ميديا، وذلك فيما يتعلق باختيار الوجهات السياحية لعام 2023، لرغبتهم في زيارة مواقع تصوير أعمالهم المفضلة، ومن الأمثلة، مسلسل (إيميلي في باريس) ودوره في تنشيط السياحة الفرنسية، ومسلسل (بريدجرتون) الذي حفز الناس على زيارة الريف الإنجليزي، وفيلم (سيد الخواتم) ومساهمته في الإقبال السياحي على نيوزيلندا، وفيلم (الحديقة الجوراسية) وتعـــريفه بجزيرة هاواي الأميركية، ولا زالت تركيا تمارس أدواراً مشـــابهة لاستقطاب السياح، وبالمقارنة تبقى الدراما والسينما الخليجية بعيدة عن همومها السياحية، وما تقدمه من أعمال يشكل بيئة طاردة للسياح ولا يخدم تطلعاتها المستقبلية، ولا يخاطب إلا الجمهور العربي وحده، وبالنظر لدول الخليج وبالأخص المملكة، نجد أن لديها شرطاً أساسياً ومهماً لأي نجاح سياحي وهو الأمن، فلا نشل ولا سرقات في رابعة النهار وأمام الناس، كما هو الحال في بعض الدول المسماة بالمتحضرة، وفي اعتقادي أن الأنسب معهم وضع برامج وأجهزة تعقب في كل مقتنيات الشخص، وبطريقة تمكن الأجهزة المختصة في أوروبا من الوصول إليهم.




http://www.alriyadh.com/2024510]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]