تشير الأدلة العلمية إلى أن درجة حرارة الكرة الأرضية ترتفع بشكل مستمر ومتزايد منذ القرن العشرين، ويشير العلماء إلى أن هذا الارتفاع ناجم عن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الكربون وغيرها من الغازات الدفيئة، تحدث الاحتباس الحراري عندما تعمل الغازات الدفيئة على احتجاز الحرارة في الجو السفلي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بشكل مستمر، ومن المتوقع أن تزداد بمقدار 1.5 درجة مئوية على الأقل خلال القرن الحالي.
تؤثر ارتفاع درجة حرارة الأرض على العديد من الأنظمة البيئية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة حدة الفيضانات والجفاف وانخفاض مستويات المياه الجوفية وارتفاع مستويات البحار والمحيطات، مما يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان والمجتمعات، ومن أجل الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض والتأثيرات السلبية المترتبة عليه، تعمل العديد من الدول والمؤسسات والأفراد على تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وتعزيز الحد من النفايات والتعاون الدولي في هذا المجال.
يمكن لتغيرات درجة حرارة الأرض أن تؤدي إلى تفاقم الفقر والعدم المساواة وتسبب في الهجرة القسرية والنزاعات، وتؤثر الظاهرة بشكل خاص على المناطق الأكثر ضعفًا والتي تعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية، ويتطلب الحد من تأثيرات تغيرات درجة حرارة الأرض التركيز على العدالة المناخية وتطوير السياسات والبرامج التي تساعد في توفير الحماية والدعم للمجتمعات الأكثر ضعفًا وتعزيز قدراتها في مواجهة تحديات التغير المناخي، ويتطلب الحد من تغيرات درجة حرارة الأرض وتأثيراتها السلبية التعاون الدولي والجهود المشتركة، وتطوير التكنولوجيا النظيفة وتحسين الكفاءة البيئية للصناعات والقطاعات الأخرى.
هناك العديد من المبادرات العالمية التي تعمل على مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض وتحديات التغير المناخي؛ ومن بين هذه المبادرات اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (UNFCCC) وهي اتفاقية دولية تم تبنيها في عام 1992 وتهدف إلى تحفيز التعاون الدولي للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتخفيض التأثيرات السلبية لتغير المناخ. ومن أشهر المبادرات اتفاقية باريس لتغير المناخ؛ وهي اتفاقية دولية تم التوقيع عليها في عام 2015 وتهدف إلى تحقيق انخفاض شامل في انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بحدود 2 درجة مئوية.
وهناك المبادرة العالمية للطاقة المتجددة (IRENA)، وأيضاً المبادرة العالمية للتحالف من أجل المناخ (GCCA)، وكذلك مبادرة حركة التصدي لتغير المناخ (Climate Action Network)، ومبادرة (صفر انبعاثات صافية) وهي مبادرة تهدف إلى تحقيق تحول نحو الطاقة المتجددة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050 وهناك العديد من المبادرات الأخرى التي تعمل على مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض وتحديات التغير المناخي.
قد يكون التغير المناخي أكبر تحدٍ يواجه العالم اليوم؛ ولكنه أيضًا فرصة لنعمل معًا من أجل خلق مستقبل أفضل وأكثر استدامة، وإذا لم نتخذ إجراءات فورية وجريئة لمواجهة تغير المناخ، فإننا نحرق كوكبنا ببطء، والتغير المناخي ليس مجرد خطر واقعي؛ بل هو الخطر الأكبر الذي يواجه الإنسانية، ويمكن أن يؤدي إلى الكوارث الطبيعية والأزمات البيئية، ويؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان والاقتصاد والأمن، ويعد تحديًا عالميًا يتعين علينا جميعًا المشاركة في مواجهته.. يقول أستاذ الفيزياء في جامعة أريزونا ستيت في الولايات المتحدة الأمريكية (لورنس كريبن): أن التغير المناخي هو الأزمة الأخلاقية الأكبر التي يواجهها العالم اليوم. ويقول الكاتب ومؤرخ الطبيعة (ديفيد أتنبورو): ليس لدينا كوكب احتياطي آخر، هذا هو الوحيد الذي لدينا؛ لذلك يجب أن نعتني به.




http://www.alriyadh.com/2024513]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]