يحكي السيد كيل هيلمر، الذي يعمل مديراً وخبيراً في مجالات التدريب والتطوير للموارد البشرية، عن قصة حصلت له مع أحد موظفيه، فوجئ السيد كيل بذلك الموظف يهديه زجاجة من شراب مكتوب عليها "كلاينس أرشلوخ"، والتي لن نترجم معناها هنا ونكتفي بالقول إنها نوع من الشتائم البذيئة. ماذا كان موقف السيد كيل؟ في الواقع، قرر أن يحتفظ بتلك الزجاجة ويضعها على مكتبه على مدى أكثر من 15 عاماً رغم أنه تنقل في شركات عديدة، ولكن كان حريصاً على تلك الزجاجة لكي تذكره دائماً بأنه ليس كل شخص سيحبك، وهذا أمر طبيعي تمامًا. في الحقيقة، والكلام للسيد كيل، في بعض الأحيان تحتاج حقًا أن تكون "كلاينس أرشلوخ" لإنجاز الأمور..
في قصة حصلت مع قيادي أعرفه، كان عنده مدير يعشقه الجميع ويأسر قلوب موظفيه بلطفه وطيبته، ولكن في الوقت نفسه كانت إنتاجيته ضعيفة وعنده مشكلات عميقة في الأداء والإنجاز مما أثر سلباً على المنظومة كاملة، وبطبيعة الحال تم الاستغناء عن خدمات ذلك المدير المحبوب، وخلفه مدير جديد صارم حازم يركز على إنهاء المهام والإنجاز، وكانت النتيجة رفع الكثير من الشكاوى عليه من الموظفين الذين لم يتعودوا على التعامل الحازم والتوجيه والمتابعة بعد التعود على أسلوب المدير المحبوب الذي تم فصله.. وهنا قد يطرح السؤال الذهبي: ما الذي كنت ستفعله لو كان القرار بيدك في هذه الحالة؟
لا شك أن اكتساب المدير لمحبة موظفيه وتقديرهم عامل مهم للنجاح، ولكن لا قيمة لذلك إذا كان على حساب الإنتاجية والإنجاز ومصلحة المنظمة. فعلى المدى الطويل، المدير الحازم والصارم قادر على أن يطور قدرات موظفيه ويخدم أهداف المنظمة. ولكن، لا يعني ذلك بكل حال التساهل أو التهاون في إساءة استخدام السلطات وقوة المنصب أو التعدي على حقوق الموظفين.
وهنا يأتي دور الإدارة العليا في الترشيد والتوجيه للمديرين والقياديين لمعالجة جوانب القصور والاستثمار في تطوير مهاراتهم وخبراتهم وبقية الموظفين كذلك والعمل قدر الإمكان على خلق بيئة عمل صحية ومحفزة للنجاح بما يدعم تحقيق النتائج القوية للمنظمة.
واستعرض معكم عدداً من النصائح الجميلة للسيدة لان فان حول المديرين غير المحبوبين كما يلي:
لن يحبك الجميع، وهذا أمر طبيعي، إنها خسارتهم.

مهمتك ليست أن تكون شخصاً آخر لكي يحبك أي شخص. مهمتك هي أن تكون نفسك بصدق، بكل عيوبك.

مهمتك هي أن تكون لطيفاً ومتعاوناً مع الآخرين بغض النظر عن مرتبتهم أو منصبهم.

مهمتك هي أن تساعد وتدعم من حولك.

مهمتك هي أن تكون مفيداً وأن تجعل من حولك أفضل بوجودك.

مهمتك هي أن تكون شخصاً طيباً، وسيظل بعض الأشخاص سيكرهونك، وهذا أمر طبيعي.

توقف عن السماح لأولئك الذين لا يستطيعون رؤية قيمتك بأن يحكموا عليك بمقياسهم الخاطئ، عدم قدرتهم على رؤية قيمتك لا يقلل من قيمتك.
وباختصار، ليس ضرورياً أن تكون المدير الذي يحبه كل أحد، ولكن لا تكن المدير الذي لا يحبه أحد، كن المدير الذي ينصف كل أحد، ويتمنى الخير ويدعم كل أحد، كن المدير الذي ضميره مرتاح وعمله خالص لله الواحد الأحد..





http://www.alriyadh.com/2026904]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]