رغم ارتفاع أسعار النفط يوم الجمعة، إلا إنها سجلت خسائر للأسبوع ‏الثاني على التوالي، حيث تراجع برنت 0.38 % إلى 84.48 دولارا وغرب تكساس 1 % إلى 79.83 دولارا، بسبب مخاوف دخول تدفقات نفطية جديدة إلى السوق وضعف نمو الطلب على النفط وتأكيد رئيس البنك الفدرالي الجمعة الماضية على استمرارية رفع أسعار الفائدة (ارتفاع الدولار). وما زال المتداولون يشعرون بالقلق بشأن وتيرة النمو الاقتصادي في الصين وتقلص نشاط المصانع في اليابان، وتراجع النشاط التجاري في منطقة اليورو، كما بدأ النمو الاقتصادي الأميركي يحوم حول الركود في أغسطس، مما سيمارس المزيد من الضغوط على الطلب العالمي على النفط، رغم تمديد أوبك+ لخفض الإنتاج حتى نهاية 2024 وتمديد السعودية للخفض الطوعي بمليون برميل يوميا حتى نهاية سبتمبر، وسط حالة من عدم اليقين في أسواق النفط وضبابية آفاق الاقتصاد العالمي المتزايدة.
وأوضحت بيانات إدارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات النفط الأميركية بمقدار 6.1 ملايين برميل إلى 433.5 مليون برميل، وهو أكبر من المتوقع، والذي حد من المزيد من خسائر النفط الأسبوع الماضي، لكن بيانات ارتفاع مخزونات البنزين 1.5 مليون برميل والاحتياطي الاستراتيجي 0.6 مليون برميل والإنتاج 0.1 مليون برميل يوميا إلى 12.8 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس، زادت من تلك الخسائر إلى حدٍ ما، كما أظهرت بيانات "بيكرهيوز" الجمعة، انخفاض عدد منصات التنقيب عن ‏النفط الأميركي بمقدار 8 منصات إلى 512 منصة خلال الأسبوع ‏الماضي، رغم ارتفاع الإنتاج.
وقد زادت مخاطر زيادة الإمدادات العالمية من المعنويات الهبوطية لأسعار النفط، بعد اقتراح إدارة بايدن بتخفيف عقوبات النفط على فنزويلا والسماح لمزيد من العملاء باستيراد نفطها، بالإضافة إلى ارتفاع صادرات النفط الإيراني إلى 1.6 مليون برميل يوميًا هذا الشهر والتصريحات الإيرانية بوصول إنتاجها إلى 3.4 ملايين برميل يوميا في سبتمبر، واحتمالية استعادة كردستان العراق إنتاج 0.450 مليون برميل يوميا من النفط قريبا.
هكذا يبدو أن أسواق النفط تواجه ضغوط هبوطية، بعد أن احتسبت تخفيضات أوبك+ مقابل زيادة الإمدادات العالمية من داخل الأوبك+ ومن خارجها وحجم الطلب المتوقع لهذا العام.
كما أصبح واضحا المداهنة الأميركية لإيران وفنزويلا بتخفيف القيود عليهما لتصدير المزيد من النفط واستمرارها في مسار رفع سعر الفائدة ليظل الدولار حاسماً في تشكيل مشهد أسواق النفط، بينما عوامل السوق ما زالت تنتظر المزيد من الدعم وتعافي الاقتصاد العالمي المخيب للآمال في الصين وتراجع مخزونات النفط العالمية التي تستخدم لتهدئة أسعار النفط في ظل الظروف الحالية بدلا من استخداماتها الاستراتيجية، مما زاد المعنويات هبوطاً في أسواق النفط الأسبوعين الماضيين.
ورغم ذلك ما زالت الفرصة متاحة أمام أوبك+ لتقديم المزيد من الخفض لإعادة توازن الأسواق وتغيير الاتجاه الهابط إلى اتجاه صاعد.




http://www.alriyadh.com/2029751]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]