تتعدد أسباب الاستقالات من العمل منها الاستقالة الإجبارية بسبب حدوث أخطاء ضارة بالمنظمة، أو تصريحات غير مناسبة، أو سوء استخدام للسلطة، أو تصرفات وقرارات مخالفة للنظام وأحيانا تكون الاستقالة اختيارية ولها أسباب مختلفة منها شعور المستقيل بأنه قدم ما لديه ولا يستطيع أن يقدم أكثر أو لعدم الانسجام مع بيئة العمل، أحدث هذه الأسباب إقدام رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم على تقبيل لاعبة إسبانية من شفتيها بعد فوز إسبانيا بكأس العالم للسيدات، يمكن اعتبار استقالة القبلة من النوع شبه الإجباري لأن بطل القبلة اعتذر في البداية وظن أن الأمر انتهى لكن ردود الأفعال كانت قوية وفي مقدمتها تعليق رئيس الوزراء الذي قال إن الاعتذار لا يكفي وبالتالي يمكن اعتبار هذه الاستقالة (إقالة).
من زاوية أخرى، يرى البعض أن الإثارة والحماس وما يسبق مباريات كرة القدم تحديدا وبالذات حين تكون بطولة كأس العالم التي تحظى بتغطية إعلامية قوية، هذا الزخم الانفعالي والعاطفي يجعل من بطولة في كرة القدم انتصارا قوميا، ربما تفسر هذه الأجواء ما أقدم عليه رئيس اتحاد الكرة الإسباني حين فقد السيطرة على عواطفه أثناء السلام على اللاعبة الإسبانية.
لا شك أن كرة القدم هي محط أنظار العالم، شعبية كاسحة ومتابعة من جميع الفئات والجنسيات، وإعلام رياضي يتابع كل صغيرة وكبيرة، ويضع للمباريات عناوين عسكرية من نوع (يكتسح) أو (معركة حاسمة بين نادي أ ونادي ب).
هذ الأجواء هل تبرر تصرف رئيس الاتحاد الإسباني في التعبير عن فرحه؟ هذه النظرية يعيبها أن صاحب القبلة لم يفعل ذلك مع جميع اللاعبات، ماذا يعني ذلك؟
هل سأتحول من كاتب إلى محقق؟ بالتأكيد لا، هي مجرد تساؤلات نريد من خلالها التنبيه على خطأ وخطر التحرش مهما كانت الظروف والأسباب. حتى الكلمات يمكن محاسبة صاحبها إذا كانت تندرج في خانة التحرش. هذا من الناحية الاجتماعية، ومن ناحية أخرى يتدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من خلال اللجنة المختصة لاتخاذ اجراءات انضباطية ضد رئيس الاتحاد الإسباني.
لعل أحد الدروس المستفادة من هذ الواقعة هو أهمية سيطرة المسؤول على انفعالاته في جميع المواقف لأنه رمز لا يمثل نفس فقط، في المدرجات يفرح المتفرجون ويغنون ويرقصون ويتبادلون التهنئة برغبتهم وليس بطريقة إجبارية مفاجئة كما فعل هذا المسؤول الذي اضطر إلى الاستقالة بسبب قبلة وهي حالة أخلاقية وإنسانية إدارية مليئة بالدروس والعبر.




http://www.alriyadh.com/2029770]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]