هل نحن مجبرون على أن نستمع بين الحين والآخر لمدير منظمة الصحة العالمية وهو يلقي خبراً تحذيرياً سيئاً عن كورونا؟ وهل على العالم أن يلاحق تصريحاته مجبراً بالنُّواح والعويل والترويع والأنزواء من جديد؟
قد يبدو من تصريحاته أنه يريد الاستمرار على اللقاحات وكـأنه يصرخ.. يا أهل العالم استمروا في ذلك لا تتوقفوا! يدعو إلى ذلك وهو من يتنبأ بمتحورات كثيرة وعلى مدار العامين الماضيين، لم يظهر منها إلا قلة قليلة.. إن كان ذلك صحيحاً، بعد أن تم الطعن بالأدلة والوثائق أن ما يحذر منه أصبح كصيحة راعي الغنم الكاذب تحذيراً من الذئب الذي لم يكن موجوداً.
تناقضات تخويفية تحدث من منظمة الصِّحة العالمية رغم وجود منشورات توثيقية دقيقة قدمها مختصون من الأطباء والسياسيين في دول كثيرة، كلها تؤكد أن عبث التحذيرات لن يتوقف، رغم أن الوباء زال ومن الطبيعي أن تبقى آثار بسيطة منه في طريقها للزوال، "كما يقول المختصون".. ولذا من يستطيع أن يأمر مديرها بأن يكف عن العبث التسويقي للداء والدواء؟!.
المحير أكثر ورغم كل الدلائل التي تؤكد المبالغات بعودة كوفيد ومع كل الفضائح التي واكبت القائمين على الداء والدواء سواء كانوا دولاً أو مؤسسات وحتى أفراداً ومنظمات، إلا أن العالم أصبح كمن يحارب طواحين الهواء ليكون الفخ أكبر من العصفور.. ولا سبيل إلا مسايرة من يصنعون الدواء ومن يتحكمون في الرأي العام، أولئك القادرون على توجيهه والسيطرة عليه لأجل أن يستمر مسيرو كورونا العالمي، بالتأثير والعمل!
نقول إن المصيبة الأكبر حينما يكون الإعلام شريكاً في الترويج والتخويف، وأتذكر هنا قبل عامين ومع أفراح العالم بالبدء بالتخلص من قيود كوفيد 19 خرجت علينا صحيفة نيويورك بوست بخبر مدوٍ صاعق بشأن وباء كورونا، حينما ادّعت أن صوراً وفيديوهات لأحداث في الهند تظهر وفيات متناثرة على الأرض أنها بسبب كورونا.. لكن لم يلبث الأمر أن اتضح بأن الأشخاص الذين ماتوا في الهند كانوا ضحايا حادثة تسرب الغاز في مصنع لمواد كيميائية في جنوب شرق الهند في مايو 2020، قبل أن تبادر إلى تعديل التقرير عبر حذف المشاهد الخاطئة واستبدالها بمشاهد عن محارق لجثث ضحايا كورونا في نيودلهي.. وقد أقرّ الموقع بهذا الخطأ وأعلنه بوضوح.. لأن لم يكن أمامه إلا ذلك!
المهم في القول إن التلاعب السياسي والإعلامي الذي تقف أمامه منظمة الصحة العالمية منقادة، هو الأساس في التقارير التي تعلن تفشي الوباء بين الحين والآخر.. ليستمر العالم بتلقي الأخبار المضللة والأكاذيب والشائعات التي ليس لها أساس علمي لنشر الرعب والخوف في العالم، واستمرار هذه المقلقات ما يظهر بين الحين والآخر، ولعلنا نأخذ أهمها قبل نحو سبعة أشهر حينما حذر المدير من ظهور متحور جديد لفيروس كورونا بسبب فجوات في اختبارات الكشف عنه، وحتى الآن -ولله الحمد- لم يكن هناك إلا ردود ضعيفة ومن دولة أو دولتين أشارتا إلى شكوك في حالات أقل من العشرة بالإصابة بما أشار إليه مدير المنظمة.
ختام الحديث أن يحفظ الله بلادنا وأهلها.. وأيضا أن نسلم والعالم من كل وباء، وفوق ذلك أن نهنأ براحة من تصريحات المدير وعبث الوسائل الإعلامية والمؤسسات التي تروج للداء والدواء.




http://www.alriyadh.com/2030317]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]