أحياناً لا يمكنك استيعاب تعقيدات السلوك البشري، وتمر بك بعض المواقف العصية على التفسير، مجرد التفكير بها يجعلك في دوامة من الخذلان، تقتل بداخلك ذلك المتسامح الذي يفشل دوماً في قسوته.
كثيرون -وأنت منهم- يقدّمون الخير ويهبّون لمساعدة الآخرين، وفي الوقت الذي يتوقعون فيه أثراً لمعروفهم يصطدمون بمجسم من "الأنانية" يغذيه حب الذات ونكران الجميل.
وتمضي بك الحياة لتجد نفسك محاطًا بـ"المحبطين" من كل حدب وصوب، يسرقون منك أجمل اللحظات وأمتعها، يقدمون لك العالم بتصوراتهم السلبية المتشائمة، ويتفننون في قتل الطموح الذي بداخلك؛ لتنكفئ على يومك خوفًا من غدك، فهم لا يكلّون أو يملّون في البحث عنك لتغذيتك بهذه المشاعر.
ولأن البشر تغذيهم مواقفهم الشخصية واهتماماتهم، والبيئة التي نشأوا فيها، لذا فإنك لا تملك خياراً أمام الفئة الأولى إلا أن تسامحها، حتى لا تكون ضحية لمشاعر سلبية قد تؤذيك، وامض في نبلك، أما الفئة الثانية ففرّ منها كما تفرّ من المجذوم، وفي كل الأحوال لا تتنازل على حساب العدالة والحقيقة.
التسامح لا يعني الاتفاق المطلق على كل الآراء والمعتقدات، ولكنه يعني القدرة على التعايش معها بشكل سلمي وبنّاء، وهو فن التغاضي عن الشعور بالاستياء وأن تستبدل أي مشاعر سلبية بالتعاطف والرحمة والتفاهم تجاه من أساء إليك.
إنه فضيلة عظيمة.. لا يقدر عليها كثيرون.




http://www.alriyadh.com/2030794]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]