السحرة الغربيون البارزون تتراوح ثرواتهم ما بين مئتي مليون ومليار دولار، وفي الأول من نوفمبر كل عام، يجتمعون في مدينة سالم بولايــــة ماساتشوستس، عاصمة السحر والشعوذة في أميركا، ويوجد باستمرار احتياج إنساني بدائي في نزعته، يحاول التخلص من اليأس والإحباط..
صيد الساحرات وحرقهن كانت ممارسة سائدة في أوروبا وأميركا الشمالية، وتحديداً أيام سيطرة الكنيسة في الفتـــــرة ما بين عامي 1450 و1750 ميــلادية، وخـــلال هذه المدة تم إحراق قـــرابة 15 ألف ساحرة، وقتلهن لا زال موجوداً في الهند، أو على الأقل منذ بداية الألفية الجديدة وحتى عام 2012، وتم فيها قتل 2100 ساحرة، وفي المملكة هيئة لمكافحة السحر والشعوذة، وتصل العقوبات السعودية عليها إلى السجن لعشرة أعــوام، وغرامة تقدر بحوالي 27 ألف دولار، وتعتبر الأعلى على مستوى المنطقة العربية ودول الخليج، ويمكن القول إن هناك تساهلا عربيا واضحا معها، رغم خطورتها الاجتماعية والصحية، ويجوز إدخال (الدنبوشي) أو السحر الرياضي إلى المعادلة، فقد اتهم به نادي الاتحاد من قبل نادي الفتح في الموسم الرياضي السابق، وقيل إنه كان السبب في هزيمة الثاني، وقد يسأل أحدهم عن إمكانية إدخال الهزيمة الأخيرة للأهلي من الفتح في نفس الدائرة، لأنها أكثر معقولية، وعبارة صيد الساحرات في السياسة الغربيـــة الحديثة، تستخـدم كـــإشارة لأمور مشابهـــة، كالحملات القوية في التضييق على الفاســــدين، وفضح أعمالهم لحمـــاية المصلحة العامـة، مثلما حدث أخيراً مع وزير الدفاع الأوكراني المقال، وفي أزمتي انقلاب النيجر والغابون.
وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة تكلمت عن مسألة السحر والشعوذة، وذلك في دراسة نشرتها عام 2007، وقالت إنها تمارس تحت مسمى الطب الشعبي، وقرابة 20 % من أعمالها يركز على التفريق بين الأزواج، ووفق أرقام المحاكم المحلية لعام 2016، فإن المشتغلين بها كلهم من الجاليات المقيمة في الأراضي السعودية وأغلبهم من النساء، ولعل الإصدارات العربية الأشهر في هذا المجال، تشمل كتاب شمس المعارف الكبرى للجزائري المتصوف أحمد بن علي البوني، والذي يقع في 40 فصلاً، والكتاب اختفى طويلا، ومن ثم ظهر في طبعة محدثة من بيروت عام 1985، ويرجح بأنها محرفة.
بالإضافة لإصدار آخر اسمه (العزيف) ألفه الشاعر عبدالله الحظرد، المعروف بالعربي المجنون، وتوجد نبذة بسيطة عنه، لأنه أحرق بالكامل منذ زمن، وأول كتابين تناولا السحر كانا عبريان، وهما التلمود والكابالا، وصحيفة (الصن) البريطانية نشرت في أواخر 2022، اعترافات لـ (إيدلي براون) لاعب نادي ويست بروميتش الإنجليزي، وفيهـــــا أن بعض لاعبي البريميرليغ الأفارقة، يستخدمون السحر والشعوذة، حتى يتمكنوا من الظهور بأداء مميز ولافت على أرض الملعب.
فك الأعمال السحرية يعتبر تجارة مربحة جداً، وليس في الدول العربية وحدها، وإنما في دول العــــالم المتحضر، والسحرة الغربيون البارزون تتراوح ثرواتهم ما بين مئتي مليون ومليار دولار، وفي الأول من نوفمبر كل عام، يجتمعون في مدينة سالم بولايــــة ماساتشوستس، عاصمة السحر والشعوذة في أميركا، ويوجد باستمرار احتياج إنساني بدائي في نزعته، يحاول التخلص من اليأس والإحباط بإعادة إنتاج معجزات الأنبياء والرسل، بلا منطق أو تسلسل موضوعي، وعيسى عليه السلام، كرس مسؤولية الجن عن المرض بإخراجه من أجساد المرضى، لولا أن مجمع الفاتيكان الثاني، أوضح أن معجزات المسيح في إخراج الشياطين من الأجساد، جاءت في إطار إفهامه لأتباعه باستخدام لغة السحر التي يفهمونها، ولم تكن إخراجا للشيطان بالمعنـــى الحرفي، بقـــــدر ما كــانت تخليصاً من مرض نفسي عصابي، ومن حيث المبـــدأ، لا تستطيـع مادة شفافة كالجن، التحكم في مادة غليظة وضخمة كجسم الإنسان، والمعنى أن التلبس مستحيل ولا يقبله عاقل، والممكن هو المس الخارجي.
الرقية الشرعية لم ترد في السنة النبوية، ولم يعرف أن أحداً من الصحابة أو التابعين عمل راقياً، بمعنى أنه اتخذ الرقية كمهنة بأجر، ولكنهم يجيزون طلب المقابل في حالة الشفاء الكامل لطالب الرقية، وبالتالي لا يجوز إعطاء الأجرة لمن يقرأ على الماء والزيت وغيرها، لأنها بمثابة عمل تعبدي لوجه الله، والإيحاء يلعب فيها دورا رئيسا في العلاج بالرقية، لأن المريض يعتقد مسبقاً بأنه سيشفى حتماً، تماما كالإرادة والإصرار ودورها في تحسن مرضى السرطان، ورقية الشخص لنفسه أفضل من الاستعانة بالآخرين.
المرجعية الأكبـر لشرعنة السحـر والأعمال الشيطانية، اكتسبت قدسية خاصة بفعل صحيح البخاري مع كامل احترامي للأحاديث الواردة فيه، وتحديداً حديث (الآحاد) عن تعرض الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - للسحر بمعرفة شخص من أهل الذمة، أخذ خصلات من شعره الشريف، وأن سحره استمر لستة أشهر، قبل قيام ملكان كريمــان بزيارته، وإبلاغه بمكـــان السحر لإبطاله، وكان وهو مسحور يتخيل فعله لأشياء لم يفعلها، وأسجل تحفظي الشخصي على هذا الحديث، لأنه يتناقض مع الآيات القرآنية الكثيرة، التي تنفي احتمالية تعرض سيد الخلق وشفيع الأمة للسحر، أو افتراض أن يكون مسحوراً، مع الإقرار بوجود السحر والعين والحسد في حدود ضيقة، وبحسب الدراسات النفسية، فإنها لا تزيد على 40 % من الحالات، والبقية صرع وفصام وهلاوس سمعية وبصرية، ولا بد من مراجعة الأخصائي النفسي أولاً والالتزام بما يقرره.




http://www.alriyadh.com/2031393]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]