النكد في الحياة الزوجية يمثل جحيمًا لا يُطاق، نتيجة لاختفاء المشاعر والأحاسيس، فيتبادل الزوجان النقد والعبارات اللاذعة، ليبدأ كل طرف التفسير السلبي للآخر وتقديمه في القالب الذي يريد له أن يكون حتى يقول له .. هذا أنت.
وإن كانت الزوجة هي المتهم الأول بـاختلاق النكد، فإن الزوج له نصيبه أيضًا وقد يتجاوز في نكده واستفزازه حواء، فبعضهم يبحث عن المشكلات في "خرم إبرة" وإن لم يجدها اختلقها، وفوق ذلك هو لا يحب تحمل المسؤولية، وكل أمر يثيره ويستدعي غضبه.
أما الزوجة النكدية، فلديها القدرة على قتل الرجل كمدًا باستفزازاتها، وافتراءاتها وملاحظاتها القاسية وعتابها العنيف وعباراتها الجارحة، فضلاً عن تطلّبها الدائم واستجرارها الماضي.
يقول سقراط لزوجته النكدية، وأنا أحس أن حبي لك سيموت من فرط عنف حبك وغيرته وجبروته المتسلط، الأعمى، فثوبي إلى رشدك وفكري إنك إن أطلقت الرجل كسبتيه، وإن حررته أنقذتيه، وأن تعففت عنه ولو فترات، سموت به وقويته وشجعتيه وأغريتيه بعظائم الأعمال.
وإذا كان سقراط قد تعامل مع سلوك زوجته بفلسفة، فإن الأديب والروائي والفيلسوف الروسي ليو تولستوي لم يفعل مثله وظل كارهًا زوجته حاقدًا عليها، لا يغفر لها أنها أحالت حياته جحيمًا.
وقد وصلت كراهيته لها إلى حد أن أوصى بألا تدخل لرؤية جثمانه بعد وفاته، وقد اكتشفت زوجة تولستوي حقيقة الجحيم الذي صنعته لزوجها بتذمرها وشكواها ونكدها الذي لا ينتهي، ولكن بعد فوات الآوان، فقبل موتها اعترفت لبنتيها: "كنت السبب في موت أبيكما."
وبعيدًا عن حالة التجاذب بين الطرفين، فالمرأة تبقى مصنع سعادة متى أرادت، والرجل أمين على هذا المصنع حتى لايقفل أبوابه.. تسريحًا أو خلعًا.




http://www.alriyadh.com/2031425]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]