من الأخطاء العلمية أسلوب التعميم انطلاقا من حالات فردية، يأتي هذا التعميم أحيانا من المتخصصين في مجالات معينة ومنها على سبيل المثال مجال علم النفس الذي يجد البعض فيه مساحة مرنة لإطلاق آراء قاطعة مبنية على خبر عن حالة فردية يخرج منها المتخصص بأوصاف وأخلاقيات يجعلها ملازمة للإنسان.
يحذر أحد المختصين الرجال من السكن مع زوجاتهم في منازلهن ويقول للرجل: "أنت مثل العطر للمرأة، إذا خلصت رمتك"، ويقول أيضا: "بعض الزوجات أصبحن مثل عدو". هذا التحذير وهذه الآراء القاطعة مبنية على خبر عن حالة فردية لرجل سكن مع زوجته 15 سنة ثم رفعت عليه قضية تطالب بقيمة الإيجار، المتخصص توصل بعد هذا الخبر إلى توجيه نصيحة للرجل يقول فيها: "ما أخاف عليكم من الأمراض العضوية كالضغط والسكر والجلطة أو من الديون بل أخاف عليك من زوجتك".
السلوك غير المقبول والتصرفات السيئة قد تحصل من الزوج أو الزوجة، الحياة الزوجية حافلة بالمواقف الجميلة ولا تخلو من الخلافات والمشكلات لكن لكل حالة ظروفها ومسبباتها. ظروف عاطفية واقتصادية وتربوية تؤثر على العلاقة بين الزوجين سلبا أو إيجابا وليس من التفكير العلمي شيطنة الزوجة ووضعها في قفص الاتهام بناء على حالة فردية، ولا يمكن أيضا شيطنة الزوج وتعميم صفة أخلاقية سيئة على الأزواج لمجرد أن أحد الأزواج تعامل مع زوجته بطريقة مهينة وتصرفات غير مسؤولة.
الرأي العلمي يبنى على المعلومات والحقائق والأرقام والدراسات وليس على أخبار فردية، حتى النصائح المتخصصة وخاصة ما يتعلق بالعلوم الإنسانية لا تطرح كآراء قاطعة، الرأي العلمي هو نتاج بحوث وتجارب، وحتى في القضايا الاجتماعية ليس من المنطق إطلاق أن تكون هناك صفات وأخلاقيات ثابتة تلصق بالرجل أو المرأة، مثلما لا منطق في تعميم أفكار عن أفراد ومجتمعات من خلال التعليق على أحداث فردية.




http://www.alriyadh.com/2031826]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]