قرر موظف في إحدى المنظمات مغادرة المنظمة إلى منظمة أخرى بحثا عن التغيير والتطوير في مساره المهني وعن بيئة عمل يستطيع أن يحقق فيها الإضافة للمنظمة ولنفسه.
قبل مغادرة الموظف اجتمع مع مدير الإدارة في (مقابلة الخروج). حوار بين المدير والموظف كان يغلب عليه طرح الأسئلة من المدير محاولا أن يعرف سبب المغادرة، وهل المدير هو السبب أو أحد الأسباب أم هناك أسباب أخرى تتعلق ببيئة العمل بشكل عام؟ كانت إجابات الموظف عمومية وإنشائية أشار فيها إلى الرغبة في التغيير، تحدث المدير طويلا في هذه المقابلة عن الموظف وأثنى على سلوكه وإنجازاته وقدراته وأنه مكسب للجهة التي سيذهب إليها، أبدى إعجابه بإخلاصه وأدائه المهني ومهاراته القيادية، وتميزه في تقديم المبادرات والأفكار الإبداعية.
تفاجأ الموظف بهذا الثناء المتأخر وانتابته لحظة صمت تولد عنها أسئلة تحاول أن تطرح نفسها: إذا كانت هذه الصفات التي ذكرها المدير حقيقية فلماذا وافق على استقالتي ولم يحاول إقناعي بالاستمرار؟ ولماذا تأخر هذا الثناء الذي يعتبر من أقوى الحوافز لو قيل في وقته؟ لماذا لم يخبر الموظف بهذا التقييم قبل قرار المغادرة إذا كان فعلا صادقا في ثنائه؟ هل كانت الصفات التي ذكرها المدير حقيقية وهذا ما دفعه للموافقة على مغادرتي خوفا من المنافسة؟ ماذا لو قررت الآن العدول عن قراري بعد سماع ثناء المدير، هل سيوافق؟ هل يعتقد فعلا بعض المديرين أنهم في حالة تنافس مع من يعمل معهم؟ بما أنني سأغادر هل أقدم للمدير ملاحظات يستفيد منها؟ هل أقول له إن فريق العمل يعملون معه في إطار أهداف مشتركة، وأنهم للمشاركة وليس للمنافسة؟ هل أقول له إن التغذية الراجعة من المدير للموظفين بالغة الأهمية في وقتها سواء كانت إيجابية أو ملاحظات تطويرية؟ هل أقول له إن البحث عن الإيجابيات لتعزيزها يأتي قبل السلبيات؟ هل أقول له إن التواضع واحترام الموظفين والتعامل الإنساني صفات قيادية تعبر عن الثقة بالنفس وتساهم في تكوين بيئة عمل إيجابية؟ هل أقول له إن مسؤوليته تتطلب اللقاء المباشر مع الموظف وليس المخاطبات الرسمية فقط؟
قال الموظف لمديره كل ما سبق.. المدير بعد سماع تلك الملاحظات قال: لماذا لم تخبرني بذلك من قبل؟ قال الموظف: لأنك لا تتيح فرصا للاستماع للآخرين.
قال المدير: ما رأيك تلغي قرار المغادرة ونبدأ صفحة جديدة؟ قال الموظف: دعني أفكر بالموضوع.
وقال القارئ: ماذا قال؟
الموظف ينتظر رأي القراء.




http://www.alriyadh.com/2032387]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]