الكوارث الطبيعية التي تحدث في أماكن مختلفة من العالم مثل الزلازل والحرائق والمجاعة والأمراض والطوفان تلغي الخلافات السياسية وتحقق الوحدة الإنسانية بين شعوب العالم مهما كانت أسباب التباعد والخلافات بين الدول.
الزلزال الذي ضرب المغرب، مؤخراً، كارثة طبيعية وحدث إنساني مؤلم يذكر العالم بالتأمل في خلافاته وحروبه، وأهمية التكافل الإنساني والوحدة الإنسانية التي تحقق الأمن والسلام والرخاء للجميع.
مواقف دولية، ومواقف منظمات، ومواقف أفراد، كلها تتضامن في العمل الإنساني وإنقاذ الشعوب ونجدتها عند حدوث الأزمات، دول بينها علاقات متوترة وخلافات تقاوم الحلول توقظها الأزمات وتسحبها من سيطرة التوتر وساحة الخلافات إلى منطقة الإنسانية حيث الأمن والتعاون والسلام لمصلحة الجميع.
لا يتمنى الإنسان حدوث كوارث طبيعية كي يتحقق السلام بين الدول؛ ولكن يتمنى أن يستمر السلام وأن تكون الوحدة الإنسانية مسألة مبدأ ثابت لا يرتبط بحدوث الكوارث.. العالم بحاجة إلى وحدة إنسانية غير مؤقتة.
الوحدة الإنسانية قيمة أخلاقية لا تخضع للتمييز من أي نوع.. الإنسان وأمنه وصحته ومعيشته وسعادته هو محور هذه الوحدة، هو الهدف في أي مكان دون تمييز.. الوحدة الإنسانية تتحرر من قيود الخلافات السياسية وتشعل في عقل الإنسان شمعة التفكير في أهمية السلام والأمن والصحة والتنمية للجميع.
الوحدة الإنسانية الدائمة قضية حيوية يجب أن تظل كذلك في كل الظروف.. مسؤولية الدول ومسؤولية المنظمات الإنسانية والتنموية أن تجعل هذه الوحدة عملاً دائماً وليس عملية نجدة إسعافية مرتبطة بحدث معين.. بهذا المفهوم يكون التعاون الإنساني والتنموي بين الدول مبدأ ثابتاً في التنظير والتطبيق، متحرراً من الخلافات السياسية.. كل دول العالم مهما بلغت إمكاناتها وقوتها في أي مجال تظل بحاجة إلى الوحدة الإنسانية في كل الظروف وليس في ظروف الأزمات فقط.




http://www.alriyadh.com/2033042]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]